للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثانيًا: الرُّقبَى:

تَعريفُ الرُّقبَى:

عرَّفَ جُمهورُ الفُقهاءِ الحَنفيةُ والشافِعيةُ والحَنابِلةُ الرُّقبَى بتَعريفاتٍ مُتقارِبةٍ، وهي أنْ يَقولَ الذي أرقَبَها: «قد جعَلتُ دارِي هذه لك رُقبَى»، يَعني «وهَبتُها لك»، يَعني: «إنَّك تُرقِبُني وأُرقِبُك وإنْ مِتَّ قَبلي رجَعَت إلَيَّ، وإنْ مِتُّ قبلَك فالدارُ لك ولوَرثَتِك من بعدِك»، فسُمِّيت رُقبَى من مُراقبةِ كلِّ واحِدٍ منهما لصاحِبِه، وكانَ الناسُ في الجاهِليةِ على هذا (١).

وقالَ المالِكيةُ: الرُّقبَى كصاحبَيْ دارَينِ -أو عَبدينِ، أو دارٍ وعَبدٍ-، قالَ كلُّ واحِدٍ منهما لصاحِبِه في عَقدٍ واحِدٍ: «إنْ مِتَّ قبلِي فالدَّارانِ معًا لي»، أي: «فدارُكَ لي مَضمومةٌ لدارِي، وإنْ مِتُّ قبلَك فالدَّارانِ معًا لك»، أي: «فدارِي لك مَضمومةٌ لدارِك» (٢).


(١) «المبسوط» (١٢/ ٨٩)، و «تهذيب اللغة» (٢/ ٢٣٤)، و «بدائع الصنائع» (٦/ ١١٧)، و «الجوهرة النيرة» (٤/ ٨٨)، و «اللباب» (١/ ٦١٢)، و «الاختيار» (٣/ ٦٥)، و «مختصر الوقاية» (٢/ ١٠٩)، و «العناية» (١٢/ ٣٢٣)، و «ابن عابدين» (٨/ ٤٩٣)، و «الهندية» (٤/ ٣٦٤)، و «الحاوي الكبير» (٧/ ٥٣٩)، و «المهذب» (١/ ٤٤٨)، و «البيان» (٨/ ١٤٠)، و «روضة الطالبين» (٤/ ١٨٥)، و «أسنى المطالب» (٢/ ٤٨٠)، و «مغني المحتاج» (٣/ ٤٩٠)، و «كشاف القناع» (٤/ ٣٧١)، و «شرح منتهى الإرادات» (٤/ ٤٠٣).
(٢) «شرح مختصر خليل» للخرشي (٧/ ١١٢)، و «الشرح الكبير مع حاشية الدسوقي» (٥/ ٥٠٩)، و «حاشية الصاوي» (٩/ ٢٤٥)، و «تحبير المختصر» (٥/ ١٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>