للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مَقبولٍ وعُذرِ واضِحٍ، قال ابنُ عبدِ البرِّ : وهذا أمرٌ مُجتمَعٌ عليه فيمَن فاتَه الحَجُّ بعدَ أنْ أحرَم به ولم يُدرِكْ عَرفةَ إلا يومَ النَّحرِ (١).

وُقوفُ المُغمى عليهم في سَياراتِ الإسعافِ في عَرفةَ:

اتَّفَق أهلُ العِلمِ على أنَّ من وقَف لَحظةً من لَيلٍ أو نَهارٍ يومَ عَرفةَ حاضِرَ الذِّهنِ، سَواءٌ كان مَريضًا أو صَحيحًا، ثم أُغميَ عليه فقد تمَّ حَجُّه وقضَى تَفثَه.

إلا أنَّهم اختلَفوا فيمَن وقَف بعَرفةَ وقد أُغميَ عليه في وقتِ الوُقوفِ كلِّه ولم يُفقْ لَحظةً واحِدةً، هل يَصحُّ وُقوفُه أو لا؟ على قولَين:

القولُ الأولُ: أنَّ وُقوفَ المُغمى عليه طَوال الوقتِ في عَرفةَ يُجزِئُه ويَتمُّ بذلك حَجُّه، وهو قولُ الحَنفيةِ (٢) والمالِكيةِ (٣) وعَطاءٍ، وتَوقَّفَ فيه الإمامُ أحمدُ (٤).

قال الإمامُ السَّرخسيُّ : وإذا أُغميَ على المُحرِمِ فوقَف به أصحابُه بعَرفاتٍ أجزَأه ذلك؛ لأنَّه تَأدَّى الوُقوفُ بحُصولِه في المَوقِفِ في وقتِ الوُقوفِ؛ ألا تَرى أنَّه لو مرَّ بعَرفاتٍ مارٌّ وهو لا يَعلَمُ بها في وقتِ


(١) «التمهيد» (١٥/ ٢٠١).
(٢) «المبسوط» (٤/ ٥٦).
(٣) «الاستذكار» (٤/ ٤٩).
(٤) «المغني» (٥/ ٢٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>