للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يومُ عَرفةَ:

وهو يَومٌ عَظيمٌ يُؤدِّي فيه الحُجاجُ الوُقوفَ بعَرفةَ، وهو رُكنُ الحَجِّ الذي يَتوقَّفُ على فَواتِه بُطلانُ الحَجِّ، ثم يأتي المَبيتُ بالمُزدَلفةِ.

أ- الوُقوفُ بعَرفةَ:

وفيه يُسنُّ أنْ يَخرجَ الحاجُّ من منًى إلى عَرفةَ بعدَ طُلوعِ الفجرِ، وعَرفةُ كلُّها مَوقِفٌ إلا بَطنَ عُرنةَ، وهذا بإجماعِ الفُقهاءِ (١)؛ لقولِ النَّبيِّ : «عَرفةُ كلُّها مَوقِفٌ، وارتَفِعوا عن بَطنِ عُرَنةَ» (٢).

ويُسنُّ ألَّا يَدخلَ عَرفةَ إلا بعدَ الزَّوالِ، وبعدَ أنْ يَجمعَ الظُّهرَ والعَصرَ تَقديمًا، فيَقفَ بعَرفةَ مُراعيًا أحكامَه وسُنُنَه وآدابَه، ويَستمِرَّ إلى غُروبِ الشَّمسِ، ولا يَخرجَ من عَرفةَ قبلَه، ويَتوجَّهَ إلى اللهِ في وُقوفِه خاشِعًا ضارِعًا بالدُّعاءِ والذِّكرِ والقُرآنِ والتَّلبيةِ، حتى يَدفعَ من عَرفةَ.

ب- المَبيتُ بالمُزدَلفةِ:

إذا غرَبت شَمسُ يومِ عَرفةَ يَسيرُ الحاجُّ من عَرفةَ إلى المُزدَلفةِ، ويَجمعُ بها المَغربَ والعِشاءَ تَأخيرًا، ويَبيتُ فيها، ثم يُصلِّي الفَجرَ ويَقفُ للدُّعاءِ، ويَستمِرُّ واقِفًا يَدعو ويُهلِّلُ ويُلبِّي حتى يُسفِرَ جِدًّا، ولْينطَلقْ إلى منًى.


(١) «التمهيد» (٢٤/ ٤١٧، ٤٢٣)، و «الإفصاح» (١/ ٥١٤، ٥١٥).
(٢) حَديثٌ صَحيحٌ: رواه أحمد في «المسند» (٤/ ٨٢)، وابن خزيمة في «صحيحه» (٤/ ٢٥٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>