ثانيًا: القَرابَةُ:
أجمَعَ أهلُ العِلمِ على وُجوبِ نَفقةِ الأقارِبِ في الجُملةِ، والأقاربُ المُجمَعُ على وُجوبِ النَّفقةِ عليهِم الآباءُ وإنْ عَلَوا والأبناءُ وإنْ سَفَلوا.
أولاً: نَفقةُ الآباءِ:
تَجبُ نَفقةُ الآباءِ على الأبناءِ، ذُكورًا كانُوا أو إناثًا، بالكِتابِ والسُّنةِ والإجماعِ.
أمَّا الكِتابُ: فقَولُه ﷿: ﴿وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا﴾ [الإسراء: ٢٣] أي: أمَرَ ربُّكَ وقضَى أنْ لا تَعبدُوا إلا إيَّاهُ، وأمَرَ ﷾ ووصَّى بالوالدَينِ إحسانًا، والإنفاقُ عليهِما حالَ فَقرِهما مِنْ أحسَنِ الإحسانِ.
وقولُه ﷿: ﴿وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا﴾ [العنكبوت: ٨].
وقَولُه تعالَى: ﴿أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ﴾ [لقمان: ١٤]، والشُّكرُ للوالدَينِ هو المُكافَأةُ لهُما، أمَرَ ﷾ الولَدَ أنْ يُكافئَ لهُما ويُجازيَ بعضَ ما كانَ منهُما إليه مِنْ التَّربيةِ والبِرِّ والعَطفِ عليهِ والوِقايةِ مِنْ كلِّ شَرٍّ ومَكروهٍ، وذلكَ عندَ عَجزِهما عن القيامِ بأمرِ أنفُسِهما والحَوائجِ لهُما، وإدرارُ النَّفقةِ عليهِما حالَ عَجزِهما وحاجتِهما مِنْ بابِ شُكرِ النِّعمةِ، فكانَ واجبًا.
وقولُه ﷿: ﴿وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا﴾ [لقمان: ١٥]، وهَذا في الوالدَينِ الكافرَينِ، فالمُسلمانِ أَولى، والإنفاقُ عليهِما عندَ الحاجةِ مِنْ أعرَفِ المَعروفِ.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.app/page/contribute