للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أنَّ ذلك الحَديثَ قد رَواه الثِّقاتُ لغيرِه بإسنادٍ مُتَّصلٍ؛ بأنْ يَكونَ غيرُه يَعلمُ من المَجهولِ عندَه الثِّقةِ، أو يَكونَ قد رَواه غيرُ أُولئك المَجروحينَ عندَه، أو قد اتَّصلَ من غيرِ الجِهةِ المُنقطِعةِ.

وقد ضبَطَ أَلفاظَ الحَديثِ بَعضُ المُحدِّثينَ الحُفاظِ، أو لتِلك الرِّوايةِ من الشَّواهدِ والمُتابَعاتِ ما يُبيِّنُ صِحَّتَها.

وهذا أيضًا كَثيرٌ جِدًّا، وهو في التابِعينَ وتابِعيهم، إلى الأئِمةِ المَشهورينَ مِنْ بعدِهم أكثَرُ من العَصرِ الأولِ، أو كَثيرٌ من القِسمِ الأولِ.

فإنَّ الأَحاديثَ كانَت قد انتَشرَت واشتُهِرت، لكنْ كانَت تَبلغُ كَثيرًا من العُلماءِ من طُرقٍ ضَعيفةٍ، وقد بلَغَت غيرَهم من طُرقٍ صَحيحةٍ غيرِ تلك الطُّرقِ، فتَكونُ حُجةً من هذا الوَجهِ، مع أنَّها لم تَبلُغْ مَنْ خالَفَها من هذا الوَجهِ.

ولهذا وُجدَ في كَلامِ غيرِ واحِدٍ من الأئِمةِ تَعليقُ القَولِ بمُوجِبِ الحَديثِ على صِحتِه.

فيَقولُ: «قَولي في هذه المَسألةِ كذا، وقد رُويَ فيها حَديثٌ بكَذا، فإنْ كانَ صَحيحًا فهو قَولي».

السَّببُ الثالِثُ:

اعتِقادُ ضَعفِ الحَديثِ باجتِهادٍ قد خالَفَه فيه غيرُه، مع قَطعِ النَّظرِ عن طَريقٍ آخَرَ، سَواءٌ كانَ الصَّوابُ معَه، أو مع غيرِه، أو معَهما عندَ مَنْ يَقولُ: «كلُّ مُجتهِدٍ مُصيبٌ».

<<  <  ج: ص:  >  >>