للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم قالَ: ويَصنعُ هكذا في السَّفرِ في ثَلاثةِ أيامٍ ولَياليهِنَّ يَمسحُ في اليَومِ الثالِثِ إلى مِثلِ الساعةِ التي أحدَثَ فيها (١).

وذهَبَ الإمامُ أحمدُ في رِوايةٍ إلى أنَّ ابتِداءَ المُدةِ من حينِ يَمسحُ بعدَ الحَدثِ، قالَ النَّوويُّ: وهو المُختارُ الراجِحُ دَليلًا، واختارَه ابنُ المُنذرِ، وهو قَولٌ عندَ الحَنفيةِ (٢).

حُكمُ من تَوضَّأ ثم أحدَثَ ومسَحَ خُفَّيه في الحَضرِ ثم سافَرَ قبلَ تَمامِ يَومٍ ولَيلةٍ؟

ذهَبَ الحَنفيةُ والإمامُ أحمدُ في رِوايةٍ إلى أنَّ مَنْ أحدَثَ ومسَحَ على خُفَّيه في الحَضرِ ثم سافَرَ قبلَ تَمامِ يَومٍ ولَيلةٍ له أنْ يَمسحَ مَسْحَ مُسافرٍ فيَستكملَ ثَلاثةَ أيامٍ ولَياليَهنَّ يَحتسِبُ في ذلك ما مسَحَ وهو مُقيمٌ؛ لقَولِه : «يَمسحُ المُسافرُ ثَلاثةَ أيامٍ ولَياليَهُنَّ» وهذا مُسافرٌ، ولأنَّه سافَرَ قبلَ مُدةِ المَسحِ، فأشبَهَ مَنْ سافَرَ قبلَ المَسحِ، وكما لو دخَلَ وَقتُ الصَّلاةِ وهو مُقيمٌ ثم سافَرَ فهنالك يُصلِّي صَلاةَ المُسافِرين (٣).


(١) «الأم» (١/ ٣٥).
(٢) «بدائع الصنائع» (١/ ٤٠)، و «رد المحتار» (١/ ٤٥٦)، و «حاشية الطحطاوي» (١/ ٨٥)، و «البحر الرائق» (١/ ١٨٠)، و «تحفة الفقهاء» (١/ ٨٤)، و «المجموع» (١/ ٥٥٣)، و «المغني» (١/ ٣٧١)، و «الإنصاف» (١/ ١٧٧)، و «الإفصاح» (١/ ١٠٠).
(٣) «بدائع الصنائع» (١/ ٤٠، ٤١)، و «المبسوط» (١/ ١٠٤)، ورد المحتار (١/ ٤٦٦)، و «المغني» (١/ ٣٧٢)، و «الأوسط» (١/ ٤٤٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>