للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أقَلُّ الطُّهرِ وأكثَرُه:

أجمَعَ الفُقهاءُ على أنَّه لا حَدَّ لأكثَرِ الطُّهرِ؛ لأنَّ المَرأةِ قد لا تَحيضُ أصلًا وقد تَحيضُ في السَّنةِ مَرةً واحِدةً، وقد حَكى أبو الطَّيبِ من الشافِعيةِ قالَ: أخبَرَتني امرأةٌ عن أُختِها أنَّها تَحيضُ في كلِّ سَنةٍ يَومًا ولَيلةً وهي صَحيحةٌ تَحبلُ وتَلدُ ونِفاسُها أربَعونَ يَومًا (١).

ثم إنَّهم اختَلَفوا في أقَلِّ الطُّهرِ الحَيضَتينِ:

فذهَبَ الحَنفيةُ والمالِكيةُ في المَشهورِ والشافِعيةُ وأحمدُ في رِوايةٍ إلى أنَّ أقَلَّ طُهرٍ بينَ حَيضتَينِ خَمسةَ عَشرَ يَومًا بلَيالِيها؛ لأنَّ الشَّهرَ غالِبًا لا يَخلو من حَيضٍ وطُهرٍ، وإذا كانَ أكثَرُ الحَيضِ خَمسةَ عَشرَ لزِمَ أنْ يَكونَ أقَلُّ الطُّهرِ كذلك، واستدَلَّ الحَنفيةُ على ذلك بإِجماعِ الصَّحابةِ (٢).

وعن مالِكٍ رِواياتٌ أُخرى:

قالَ ابنُ عبدِ البَرِّ : أمَّا أقَلُّ الطُّهرِ فقد اضطَرَب فيه قَولُ مالِكٍ وأَصحابِه.


(١) «المجموع» (٣/ ٤٠٦).
(٢) «حاشية ابن عابدين» (١/ ٤٧٧)، و «بدائع الصنائع» (١/ ١٥٦)، و «أحكام القرآن» للجصاص (٢/ ٣٠)، و «عمدة القاري» (٣/ ٣٠٦، ٣١٤)، و «حاشية الدسوقي» (١/ ٢٧٠)، و «الاستذكار» (١/ ٣٤٨)، و «التمهيد» (١٦/ ٧٣)، و «التاج والإكليل» (١/ ٣٦٨)، والخلاصة الفقهية (١/ ٤٩)، و «حاشية العدوي» (١/ ١٩٣)، و «شرح مختصر خليل» (١/ ٢٠٤)، و «الأوسط» (٢/ ٢٥٥) «المجموع» (١/ ٣٩٨، ٣٩٩)، و «الإنصاف» (١/ ٣٥٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>