للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكذا إذا قالَ: «عليَّ يَمينٌ» أو «يَمينُ اللهِ عليَّ»: فهو حالِفٌ؛ لأنَّه صرَّحَ بإِيجابِ اليَمينِ على نَفسِه، واليَمينُ لا تَكونُ إلا باللهِ تَعالى (١).

وأما الشافِعيةُ فقالَ الإمامُ الشافِعيُّ : مَنْ قالَ: «عليَّ نَذرٌ» ولَم يُسمِّ شَيئًا فلا نَذرَ ولا كَفارةَ؛ لأنَّ النَّذرَ مَعناهُ مَعنى «عليَّ أنَّ أَبرَّ» وليسَ مَعناهُ مَعنى «أنِّي أَثمتُ» ولا «حَلفتُ فلَم أَفعلْ»، وإذا نَوى بالنَّذرِ شَيئًا مِنْ طاعةِ اللهِ فهو ما نَوى (قالَ الشافِعيُّ) فإنَّا نَقولُ فيمَنْ قالَ: «عليَّ نَذرٌ إنْ كلَّمتُ فُلانًا» أو «عليَّ نَذرٌ أنْ أُكلِّمَ فُلانًا» يُريدُ هِجرتَه أنَّ عليه كَفارةَ يَمينٍ وأنَّه إنْ قالَ: «عليَّ نَذرٌ أنْ أَهجُرَه» يُريدُ بذلك نَذرَ هِجرتِه نَفسِها لا يَعني قولَه: «أنْ أَهجُرَه» أو «لَم أَهجُرْه» فإنَّه لا كَفارةَ عليه وليُكلِّمَه؛ لأنَّه نَذرٌ في مَعصيةٍ (٢).

الاستِثناءُ في اليَمينِ:

أجمَعَ أَهلُ العِلمِ على صِحةِ الاستِثناءِ في اليَمينِ فمَن حلَفَ يَمينًا وقالَ: إنْ شاءَ اللهُ، مُتَّصلًا بيَمينهِ فلَا حِنثَ عليه؛ لقولِه : «مَنْ حلَفَ فقالَ: إنْ شاءَ اللهُ لَم يَحنَثْ» (٣).


(١) «المبسوط» (٧/ ٢٣)، و «بدائع الصنائع» (٣/ ٧، ٨)، و «الجوهرة النيرة» (٦/ ١٩، ٢٠)، و «اللباب» (٢/ ٣٨٦)، و «المدونة الكبرى» (٣/ ١٠٥)، و «الاستذكار» (٥/ ١٩٦)، و «شرح الزرقاني» (٣/ ٨٥)، و «الكافي» (٤/ ٤١٨)، و «شرح الزركشي» (٣/ ٣٥٠)، و «المبدع» (٩/ ٢٧٧)، و «كشاف القناع» (٦/ ٣٠٦)، و «منار السبيل» (٣/ ٤٤٠).
(٢) «الأم» (٢/ ٢٥٤).
(٣) حَدِيثٌ صَحِيحٌ: رواه الترمذي (١٥٣٢)، والنسائي (٣٨٢٨)، وابن ماجه (٢١٠٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>