للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المُرادُ بحاضِري المَسجدِ الحَرامِ:

اختلَف الفُقهاءُ في: مَنْ هُمْ حاضِرو المَسجدِ الحَرامِ؟

فذهَب الحَنفيةُ إلى أنَّ المُراد بحاضِري المَسجدِ الحَرامِ أهلُ مكةَ وأهلُ الحِلِّ الذينَ مَنازِلُهم في داخلِ المَواقيتِ (١).

وذهَب المالِكيةُ إلى أنَّ المَقصودَ بحاضِري المَسجدِ الحَرامِ إنَّما هُمْ أهلُ مكةَ وذي طوًى لا غيرُهم (٢).

وذهَب الشافِعيةُ والحَنابلةُ إلى أنَّ حاضِري المَسجدِ الحَرامِ أهلُ الحَرمِ ومَن بينَه وبينَ مكةَ دونَ مَسافةِ القَصرِ، هذه عِبارةُ الحَنابلةِ، وقال الشافِعيةُ: حاضِرو المَسجدِ الحَرامِ أهلُ الحَرمِ ومَن بينَه وبينَه مَسافةٌ لا تُقصَرُ فيها الصَّلاةُ (٣) (٤).


(١) «بدائع الصنائع» (٣/ ١٧٢).
(٢) «المدونة» (٢/ ٣٧٢)، و «جواهر الإكليل» (١/ ١٧٢).
(٣) «المجموع» (٧/ ١٤٨)، و «المغني» (٥/ ١٠٤).
(٤) وقال داودُ: هُمْ أهلُ دُورِ مَكةَ فقط.
وقال ابن حَزمٍ في «المحلى» (٧/ ١٤٦، ١٤٩): حاضرو المَسجدِ الحَرامِ، هو كل ما يَقعُ عليه اسم المَسجدِ الحَرامِ، قال: وأمَّا قَولُنا: إنَّ هذا حُكمُ من كان أهلُه قاطِنين في الحَرمِ بمَكةَ فلأنَّ اللهَ تعالى قال: ﴿ذَلِكَ لِمَنْ لَمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ﴾ [البقرة: ١٩٦]، فاللهُ تعالى لم يَقلْ: حاضِري مَكةَ، وإنَّما قال تَعالى: ﴿حَاضِرِي الْمَسْجِدِ =

<<  <  ج: ص:  >  >>