للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قَبولٌ، فيَملكُها قَهرًا كالمِيراثِ، وهو وَجهٌ للأَصحابِ، حَكاه غيرُ واحِدٍ. انتَهى.

قالَ المِرداويُّ: وذكَرَ الحَلوانِيُّ عن أَصحابِنا أنَّه يَملكُ الوَصيةَ بلا قَبولٍ كالمِيراثِ (١).

وهو قَولُ ابنِ الصَّباغِ من الشافِعيةِ؛ فإنَّه قالَ: يَنبَغي أنْ يُقالَ: إنَّ القَبولَ في الوَصيةِ ليسَ بشَرطٍ في صِحةِ المِلكِ (٢).

الوَصيةُ لها حالَتانِ:

الحالةُ الأُولى: أنْ تَكونَ على غيرِ مُعيَّنٍ كالفُقراءِ والمَساكينِ:

لا خِلافَ بينَ الفُقهاءِ على أنَّ الوَصيةَ إذا كانَت لجَماعةٍ غيرِ مُعيَّنينَ كالفُقراءِ والمَساكينِ لا يُشتَرطُ في حَقِّهم القَبولُ بعدَ المَوتِ لتَعذُّرِ ذلك من جَميعِهم، فسقَطَ اعتِبارُه كالوَقفِ عليهم، ولا يَتعيَّنُ واحِدٌ منهم فيُكتفَى به، وتَلزمُ بمَوتِ المُوصي بلا اشتِراطِ قَبولٍ (٣).


(١) «الإنصاف» (٧/ ٢٠٢، ٢٠٣)، ويُنظَر: «الشرح الكبير» (٦/ ٤٤٢)، و «المبدع» (٦/ ١٩).
(٢) «البيان» (٧/ ١٧٢).
(٣) «بدائع الصنائع» (٧/ ٣٣١، ٣٣٢)، و «شرح مختصر خليل» (٨/ ١٦٩)، و «الشرح الكبير» (٦/ ٤٨٦)، و «التاج والإكليل» (٥/ ٤٣٦، ٤٣٧)، و «مواهب الجليل» (٨/ ٣٦٩)، و «تحبير المختصر» (٥/ ٥٢٨)، و «الشرح الصغير» (١١/ ١)، و «الوسيط» (٥/ ٣٩٩)، و «روضة الطالبين» (٤/ ٤٠١)، و «كنز الراغبين» (٣/ ٤٠٨)، و «مغني المحتاج» (٤/ ٨٦)، و «الديباج» (٣/ ٧٨)، و «المغني» (٦/ ٧٠)، و «الشرح الكبير» (٦/ ٤٤٢)، و «المبدع» (٦/ ١٩)، و «الإنصاف» (٧/ ٢٠٢، ٢٠٣)، و «كشاف القناع» (٤/ ٤١٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>