للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وتِسعينَ ومائةٍ وصنَّفَ كُتبَه الجَديدةَ كلَّها بمِصرَ، وسارَ ذِكرُه في البُلدانِ وقصَدَه الناسُ في الشامِ واليَمنِ والعِراقِ (١).

٣ - ثَناءُ العُلماءِ عليه:

قالَ الحافظُ أَبو نُعيمٍ: ومنهم الإمامُ الكاملُ العالِمُ العامِلُ ذو الشَّرفِ المَنيفِ والخُلقِ الطَّريفِ، له السَّخاءُ والكَرمُ، وهو الضِّياءُ في الظُّلمِ، أَوضَحَ المُشكلاتِ، وأَفصَحَ عن المُعضِلاتِ، المُنتَشرُ عِلمُه شَرقًا وغَربًا، المُستَفيضُ مَذهبُه بَرًّا وبَحرًا، المُتبِّعُ للسُّننِ والآثارِ، المُقتدِي بما اجتَمعَ عليه المُهاجِرونَ والأَنصارُ، اقتَبسَ عن الأَئمةِ الأَخيارِ فحدَّثَ عنه الأَئمةُ الأَحبارُ، الحِجازِيُّ المُطلِبيُّ أَبو عبدِ اللهِ مُحمدُ بنِ إِدريسَ الشافِعيُّ وأَرضاهُ، حازَ المَرتبةَ العالِيةَ وفازَ بالمَنقبةِ السامِيةِ؛ إذِ المَناقبُ والمَراتبُ يَستحِقُّها مَنْ له الدِينُ والحَسبُ، وقد ظفِرَ الشافِعيُّ بهما جَميعًا، شَرفُ العِلمِ العَملُ به وشَرفُ الحَسبِ قُربُه من رَسولِ اللهِ فشَرفُه في العِلمِ ما خصَّه الله تَعالى به من تَصرُّفِه في وُجوهِ العِلمِ وتَبسُّطِه في فُنونِ الحِكمِ، فاستَنبطَ خَفياتِ المَعاني، وشرَحَ بفَهمٍ الأُصولَ والمَبانِي، ونالَ ذلك بما يَخصُّ اللهُ تَعالى به قُريشًا من نُبلِ الرَّأيِ (٢).

ورَوى الخَطيبُ بسَندِه إلى إِسحاقَ بنِ راهَويهِ قالَ: أخَذَ أَحمدُ بنُ حَنبلٍ


(١) «تهذيب الأسماء واللغات» (١/ ٤٧، ٤٨) باختِصارٍ.
(٢) «حلية الأولياء» (٩/ ٦٣، ٦٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>