النَّوعُ الثَّاني: الطَّلاقُ المنجَّزُ والمعلَّقُ والمضافُ إلى وَقتٍ:
قُلنا أنَّ الطَّلاقَ مِنْ حَيثُ وقوعِ الأثَرِ النَّاتجِ عنهُ ينقَسمُ إلى ثلاثةِ أنواعٍ: طَلاقٍ مُنجَّزٍ وطلاقٍ مُعلَّقٍ على شرطٍ أو مُضافٍ إلى وَقتٍ.
النَّوعُ الأولُ: الطَّلاقُ المنجَّزُ:
تَنجيزُ الطَّلاقِ أنْ يقولَ لزَوجَتِه: «أنتِ طالِقٌ»، وهذا لفظٌ صَريحٌ، وكذا بالكِنايَةِ عِنْدَ الأئمَّةِ الأربَعةِ كقَولِه لزَوجَتِه: «الحَقِي بأهلِكِ، أو حَبْلُكِ على غارِبكِ» ونيَّتُه وُقوعُ الطَّلاقِ، فهذا يَقعُ طلاقُه بلا خِلافٍ بيْنَ فُقهاءِ المذاهِبِ الأربَعةِ، فالزَّوجُ إذا نجَّزَ الطَّلاقَ على زَوجتِه فقالَ لها: «أنتِ طالِقٌ» وهو قاصِدٌ للطَّلاقِ غَيرُ مُكرَهٍ أنه يَلزمُه الطَّلاقُ، وهذا هو أصلُ الطَّلاقِ.
قالَ الإمامُ الماوَرديُّ ﵀: الطَّلاقُ يقَعُ ناجِزًا وعلى صِفَةٍ وإلى أجَلٍ، فوُقوعُه ناجِزًا أنْ يقولَ: «أنتِ طالِقٌ»، فتَقعُ بمُجرَّدِ اللَّفظِ، ووُقوعُه على صِفةٍ أنْ يَقولُ: «إنْ دَخلْتِ الدَّارَ فأنتِ طالِقٌ، أو إنْ قَدِمَ زَيدٌ فأنتِ طالِقٌ»، فلا يَقعُ الطَّلاقُ قبْلَ وُجودِ الصِّفةِ، سواءٌ بصَفةٍ مُضافَةٍ إليها بدُخولِ الدَّارِ، أو مُضافةٍ إلى غَيرِها كقُدومِ زَيدٍ، وهذا مُتَّفَقٌ عليهِ (١).
(١) «الحاوي الكبير» (١٠/ ١٩٢).
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.app/page/contribute