للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٨ - وتُستحَبُّ دَعوةُ الصائِمِ لِلإفطارِ:

فقد رَوى التِّرمِذيُّ عن زَيدِ بنِ خالِدٍ الجُهنيِّ قال: قال رَسولُ اللهِ : «مَنْ فَطَّرَ صَائِمًا كان له مِثْلُ أَجْرِهِ غَيرَ أَنَّهُ لَا يَنْقُصُ من أَجْرِ الصَّائِمِ شَيئًا» (١).

٩ - التَّرفُّعُ عما يُحبِطُ ثَوابَ الصَّومِ:

ومن أهمِّ ما يَنبَغي أنْ يَترفَّعَ الصائِمُ ويَحذَرَه: ما يُحبِطُ صَومَه من المَعاصي الظاهِرةِ والباطِنةِ، فيَصونَ لِسانَه عن اللَّغوِ والهَذَيانِ والكَذبِ، والغِيبةِ والنَّميمةِ، والفُحشِ والجَفاءِ، والخُصومةِ والمِراءِ، ويَكُفَّ جَوارِحَه عن جَميعِ الشَّهواتِ والمُحرَّماتِ ويَشتَغِلَ بالعِبادةِ، وذِكرِ اللهِ، وتِلاوةِ القُرآنِ وهذا -كما يَقولُ الغَزاليُّ-: هو سِرُّ الصَّومِ (٢) وفي الصَّحيحَيْن من حَديثِ أبي هُرَيرةَ قال: قال رَسولُ اللهِ قال اللهُ تَعالى: «كُلُّ عَمَلِ ابنِ آدَمَ له إلا الصِّيامَ؛ فإنَّه لي وأنا أَجْزِي بِهِ، وَالصِّيامُ جُنَّةٌ، وإذا كان يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ، فلا يَرْفُثْ، ولا يَصْخَبْ؛ فإنْ سَابَّهُ أَحَدٌ أو قَاتَلَهُ فَلْيَقُلْ: إنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ» (٣).

وعن أبي هُرَيرةَ قال: قال رَسولُ اللهِ : «مَنْ لم يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالْعَمَلَ بِهِ فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ في أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ» (٤).


(١) حَدِيثٌ صَحِيحٌ: رواه الترمذي (٨٠٧) وغيرُه.
(٢) «الوجيز» (١/ ١٠٣)، و «المجموع» (٦٣٧٧).
(٣) رواه البخاري (١٩٠٤)، ومسلم (١١٥١).
(٤) رواه البخاري (١٩٠٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>