للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حِنطَتَك بشَعيرِه ثُم ضاعَ الجَميعُ فهو ضامِنٌ؛ لأنَّه قد أفاتَها بالخَلطِ قبلَ هلاكِها؛ لأنَّها لا تَتميزُ، وليسَ كصِنفٍ واحدٍ مِنْ عينٍ أو طَعامٍ اه (١).

ب- خَلطُ المُودَعِ الوَديعةَ بمالِ صاحِبِها:

اختَلفَ الفُقهاءُ في المُودَعِ إذا خلَطَ الوَديعةَ بمالٍ آخرَ لصاحِبِ الوَديعةِ هل يَضمنُ أم لا؟

فذهَبَ الشافِعيةُ في أَصحِّ الوَجهينِ والحَنابِلةُ في وَجهٍ إلى أنَّ المُودَعَ إذا خلَطَ الوَديعةَ بوَديعةٍ أُخرى للمُودِعِ أو بمالٍ له آخرَ وتعذَّرَ التَّمييزُ بينَهما أنَّه ضامِنٌ لها؛ لأنَّه مُتعدٍّ بذلك؛ إذ لمْ يَرضَ المُودِعُ أنْ يَكونَ أَحدُهما مُختلِطًا بالآخرِ.

وذهَبَ الشافِعيةُ والحَنابِلةُ في الوَجهِ الثانِي عندَهما إلى أنَّه لا ضَمانَ عليه؛ لأنَّ الجَميعَ مالُه، وقد لا يَكونُ له غَرضٌ في تَفريقِه.

ومَحلُّ الوَجهينِ عندَ الشافِعيةِ إذا أودَعَهما غيرَ مَختومَينِ، أما المَختومانِ فيَضمنُ بلا خِلافٍ بفَتحِ الخَتمِ فقط، كفَتحِ الصُّندوقِ المُقفَلِ، بخِلافِ حلِّ خَيطٍ يُشدُّ به رأسُ الكيسِ أو رِزمةُ القُماشِ؛ لأنَّ القَصدَ به مَنعُ الانتِشارِ لا كتمُه عنه (٢).


(١) «التاج والإكليل» (٥/ ٢٥٨)، و «مواهب الجليل» (٧/ ٢٢٧، ٢٢٨)، و «الشرح الكبير مع حاشية الدسوقي» (٥/ ١٢١، ١٢٢)، و «تحبير المختصر» (٤/ ٣٤٤).
(٢) «المهذب» (١/ ٣٦١)، و «البيان» (٦/ ٤٨٩)، و «روضة الطالبين» (٤/ ٥٨٦)، و «النجم الوهاج» (٦/ ٣٦٩)، و «مغني المحتاج» (٤/ ١٤٨)، و «الديباج» (٣/ ١٢٠)، و «المبدع» (٥/ ٢٤٠)، و «الفروع» (٤/ ٣٦٢)، و «شرح منتهى الإرادات» (٤/ ٢٤٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>