للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومع هذا التَّفريقِ، فإنَّهم يُجيزون انعِقادَ الكَفالةِ بأيِّ لَفظٍ مِنْ ألفاظِ انعِقادِ الضَّمانِ؛ لأنَّها نَوعٌ منه، فالضَّمانُ عامٌّ، والكَفالةُ خاصةٌ.

قال في «مَطالِبِ أُولي النُّهَى»: (وتَنعقِدُ) الكَفالةُ (بما) أي: لَفظٍ (يَنعقِدُ به ضَمانٌ)؛ لأنَّها نَوعٌ منه، فانعَقدتْ بما يَنعقِدُ به (١).

الفَرقُ بينَ الكَفالةِ والضَّمانِ:

الضَّمانُ والكَفالةُ من حيثُ اللُّغةُ معناهما واحِدٌ.

قال الإمامُ السَّرخَسيُّ : (هذا العَقدُ اسمُه الكَفالةُ، ومُوجِبُه الضَّمانُ) (٢).

وقال الخَطيبُ الشِّربينيُّ : (ويُسمَّى المُلتزِمُ لذلك ضامِنًا، وضَمينًا وحَميلًا، وزَعيمًا، وكافِلًا، وكَفِيلًا، وصَبيرًا، وقَبيلًا) (٣).

أمَّا في اصطِلاحِ الفُقهاءِ:

فإنَّ الأغلَبَ عليهم أنَّهم يُطلِقون الضَّمانَ، ويُريدون به التِزامَ المالِ، ويُطلِقون الكَفالةَ ويُريدونَ بها التِزامَ إحضارِ النَّفْسِ.

قال الإمامُ الماوَرديُّ : (غَيرَ أنَّ العُرفَ جارٍ بأنَّ الضَّمينَ مُستعمَلٌ في الأموالِ، والحَميلَ في الدِّياتِ، والزَّعيمَ في الأموالِ العِظامِ، والكَفيلَ في النُّفوسِ، والصَّبيرَ في الجَميعِ) (٤).


(١) «مطالب أولي النهى في شرح غاية المنتهى» (٣/ ٣١٤).
(٢) «المبسوط» للسرخسي (١٩/ ١٦٨) دار النشر دار المعرفة ببيروت.
(٣) «مغني المحتاج إلي معرفة معاني ألفاظ المنهاج» (٣/ ١٦١) الناشر: دار الفكر- بيروت.
(٤) «الحاوي الكبير» (٦/ ٤٣١).

<<  <  ج: ص:  >  >>