للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقالَ الشافِعيةُ: قَطعُ الطَّريقِ: هو البُروزُ لأخذِ مالٍ أو لقَتلٍ أو إرعابٍ مُكابَرةً اعتِمادًا على الشَّوكةِ مع البُعدِ عن مَسافةِ الغَوثِ (١).

وقال الحَنابلةُ: المُحارِبونَ: وهُم قُطَّاعِ الطريقِ الذينَ يَعرِضونَ للناسِ بسِلاحٍ ولو بعَصًا وحِجارةٍ في صَحراءَ أو بُنيانٍ أو بَحرٍ فيَغصبونَهم مالًا مُحتَرمًا قَهرًا مُجاهَرةً (٢).

حُكمُ الحِرابةِ وقَطعِ الطَّريقِ:

الحِرابةُ وقَطعُ الطريقِ مِنْ الكَبائرِ، وهي مِنْ الحُدودِ باتِّفاقِ أهلِ العِلمِ، وقد سمَّى اللهُ مُرتكِبيها بالمُحارِبينَ للهِ ولرَسولِه وبالسَّاعينَ في الأرضِ بالفَسادِ، وغلَّظَ اللهُ عُقوبتَها أشَدَّ تَغليظٍ فقالَ ﷿: ﴿إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (٣٣)[المائدة: ٣٣].

وعن أبي قِلابةَ عن أنسٍ قالَ: «قَدِمَ رَهطٌ مِنْ عُكلٍ على النبيِّ كانوا في الصُّفَّةِ فاجتَوَوا المَدينةَ فقالوا: يا رسولَ اللهِ أبغِنَا رُسلًا، فقالَ: ما أَجدُ لكُم إلا أنْ تَلحَقُوا بإبِلِ رَسولِ اللهِ ، فأتَوْها فشَربُوا مِنْ ألْبانِها وأبوَالِها حتى صَحُّوا وسَمِنُوا وقَتَلوا الرَّاعيَ


(١) «أسنى المطالب» (٤/ ١٥٤)، و «مغني المحتاج» (٥/ ٤٩٤).
(٢) «المغني» (٩/ ١٢٤)، و «شرح الزركشي» (٣/ ١٣٧)، و «كشاف القناع» (٦/ ١٩٠)، و «شرح منتهى الإرادات» (٦/ ٢٦١).

<<  <  ج: ص:  >  >>