للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهذا الحَديثُ مِصداقٌ لقَولِه تَعالى: ﴿مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ﴾ [المائدة: ٦].

سَببُ نُزولِ آيةِ التَّيممِ:

وأمَّا سَببُ نُزولِ آيةِ التَّيممِ هو ما وقَعَ لعائِشةَ في غَزوةِ بَني المُصطَلقِ، قالت عائِشةُ : «خرَجْنا مع رَسولِ اللهِ في بعضِ أَسفارِه حتى إذا كُنَّا بالبَيداءِ (أو بذاتِ الجَيشِ) انقطَعَ عِقدٌ لي فأَقامَ رَسولُ اللهِ على التِماسِه وأَقامَ الناسُ معه وليسُوا على ماءٍ وليسَ معهم ماءٌ، فأتى الناسُ إلى أبي بَكرٍ فقالوا: ألَا تَرى إلى ما صنَعَت عائِشةُ؟ أَقامَت برَسولِ اللهِ وبالناسِ معه، وليسوا على ماءٍ وليسَ معهم ماءٌ، فجاءَ أبو بَكرٍ ورَسولُ اللهِ واضِعٌ رأسَه على فَخِذي قد نامَ فقالَ: حبَستِ رَسولَ اللهِ والناسُ وليسوا على ماءٍ وليسَ معهم ماءٌ. قالَت: فعاتَبَني أبو بَكرٍ وقالَ ما شاءَ اللهُ أنْ يَقولَ وجعَلَ يَطعَنُ بيَدِه في خاصِرَتي فلا يَمنَعني من التَّحركِ إلا مَكانُ رَسولِ اللهِ على فَخِذي، فنامَ رَسولُ اللهِ حتى أصبَحَ على غيرِ ماءٍ، فأنزَلَ اللهُ آيةَ التَّيممِ فتَيمَّموا، فقالَ أُسَيدُ بنُ الحُضَيرِ (وهو أحَدُ النُّقباءِ): ما هي بأوَّلِ بَرَكتِكم يا آلَ أبي بَكرٍ، فقالَت عائِشةُ: فبَعَثنا البَعيرَ الذي كُنْتُ عليه فوَجَدنا العِقدَ تحتَه» (١).


(١) رواه البخاري (٣٢٧)، ومسلم (٣٦٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>