للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهذا نَصٌّ في وُجوبِ التَّكبيرِ، وأمَّا حَديثُ المُسيءِ في صَلاتِه فإنَّ النَّبيَّ لم يُعلِّمه كلَّ الواجِباتِ، بدَليلِ أنَّه لم يُعلِّمه التشهُّدَ ولا السَّلامَ، ويَحتَمِلُ أنَّه اقتَصرَ على تَعليمِه ما رآه أساءَ فيه (١).

١٠ - هَيئةُ الرُّكوعِ:

الهَيئةُ المُجزِئةُ في الرُّكوعِ أن يَنحَنِيَ انحِناءً خالِصًا قَدرَ بُلوغِ راحَتَيهِ رُكبتَيهِ، وكَمالُ السُّنةِ فيه أن يَنحَنِيَ المُصلِّي بحيثُ يَستَوي ظَهرُه وعُنقُه، وأن يَمدَّهما كالصَّحيفةِ، ولا يَخفِضَ ظَهرَه عن عُنقِه ولا يَرفَعَه، وأن يَنصِبَ ساقَيه إلى الحَقو، ولا يَثنيَ رُكبتَيهِ، وأن يَضَعَ يَديه على رُكبتَيهِ ويَأخُذَ رُكبتَيهِ بيَديهِ ويُفَرِّقَ أصابِعَه حينَئذٍ، وأن يُجافيَ الرَّجلُ مِرفَقَيهِ عن جَنبَيه، أمَّا المَرأةُ فتَضُمُّ بَعضَها إلى بَعضٍ؛ لأنَّ ذلك أستَرُ لها؛ لِحَديثِ عُقبةَ بنِ عَمرٍو: «أنَّه رَكَعَ، فَجَافَى يَديهِ، وَوضعَ يَديهِ على رُكبتَيهِ، وَفرَّجَ بينَ أَصَابِعِه مِنْ وَرَاءِ رُكبتَيهِ، وقالَ: هكذا رَأيتُ رَسولَ اللهِ يُصلِّي» (٢).

وعن أبي حُمَيدٍ السَّاعِدِيِّ قالَ: «أنا أَعلَمُكُم بِصَلاةِ رَسولِ اللهِ . قالوا: فَلِمَ؟ فَوَاللهِ ما كُنْتَ بِأَكثَرِنَا له تَبَعًا، ولا أَقدَمِنَا له صُحبَةً. قالَ: بَلَى. قالوا: فَاعرِض. قالَ: كانَ رَسولُ اللهِ إذا قامَ إلى الصَّلاةِ يَرفَعُ يَديهِ حتى يُحَاذِيَ بِهمَا مَنكِبَيهِ، ثم يُكبِّرُ حتى يَقِرَّ كلُّ عَظمٍ في مَوضِعِه مُعتَدِلًا، ثم يَقرأُ ثم يُكبِّرُ فَيَرفَعُ يَديهِ حتى يُحَاذِيَ بِهمَا مَنكِبَيهِ، ثم


(١) «المغني» (٢/ ٥٤)، و «الإفصاح» (١/ ١٨٠، ١٨١).
(٢) حَدِيثٌ صَحِيحٌ: رَواه أحمد (٤/ ١٢٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>