للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذكَرَ عِدةً من أَصحابِ رَسولِ اللهِ يَتيمَّمون ويَحبِسون الماءَ لشِفاهِهم، ولأنَّ حُرمةَ الآدَميِّ تَتقدَّمُ على الصَّلاةِ بدَليلِ ما لو رأى حَريقًا أو غَريقًا في الصَّلاةِ عندَ ضِيقِ وَقتِها لزِمَه تَركُ الصَّلاةِ، والخُروجُ لإِنقاذِه فلَأنْ يُقدِّمَها على الطَّهارةِ بالماءِ أَولى، وقد رَوى البُخاريُّ ومُسلمٌ: «أنَّ بَغيًّا أصابَها العَطشُ فنزَلَت بِئرًا فشرِبَت منه، فلمَّا صعِدَت رَأت كَلبًا يَلحسُ الثَّرَى من العَطشِ، فقالَت: لقد أصابَ هذا من العَطشِ مِثلُ ما أَصابَني، فنزَلَت فسَقَتْه بمُوقِها فغفَرَ اللهُ لها» (١). فإذا كان هذا أَجرَ مَنْ سَقى الكَلبَ، فغيرُه أَولى (٢).

التَّيممُ للنَّجاسةِ:

نَصَّ الشافِعيةُ والحَنابِلةُ على أنَّ مَنْ كانَ على بَدنِه نَجاسةٌ وعجَزَ عن غَسلِها لعَدمِ الماءِ أو لخَوفِ الضَّررِ باستِعمالِ الماءِ تَيممَ لها وصلَّى لعُمومِ قَولِه : «إنَّ الصَّعيدَ الطَّيبَ طَهورُ المُسلمِ، وإنْ لم يَجدِ الماءَ عَشرَ سِنينَ» (٣). وقَولِه: «جُعلَت لي الأرضُ طَهورًا ومَسجدًا» (٤). ولأنَّها


(١) رواه البخاري (٣٤٧)، ومسلم (١٧٦١).
(٢) «المغني» (١/ ٣٤١، ٣٤٢)، و «الإشراف» (١/ ٣٥)، و «مطالب أولي النهى» (١/ ١٩٥)، و «الإفصاح» (١/ ٩٣)، و «حاشية الطحطاوي» (١/ ٦٢، ٦٣)، و «مغني المحتاج» (١/ ١٠٦)، و «كفاية الأخيار» ص (١٧).
(٣) حَدِيثٌ صَحِيحٌ: سبَق تَخرجُه.
(٤) حَدِيثٌ صَحِيحٌ: سبَق تَخرجُه.

<<  <  ج: ص:  >  >>