للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقالَ الإمامُ النَّوويُّ : أما السَّمكُ الصِّغارُ الذي يُقلَى ويُشوَى ولا يُشقُّ جَوفُه ولا يُخرَجُ ما فيها ففيهِ وَجهانِ:

أحَدُهما: لا يَحلُّ أكلُه، وبهِ قالَ الشيخُ أبو حامِدٍ؛ لأنَّ رَوثَه نَجسٌ.

والثاني: يَحلُّ، وبه قالَ القفَّالُ، وصحَّحَه الفَورانِيُّ وغيرُه، قالَ الرُّويانِيُّ: وبه أُفتي، قالَ: ورَجيعُه طاهِرٌ عندِي، واحتَجَّ له غيرُه بأنه يُعتدُّ ببَيعِه، وقد جرَى الأوَّلونَ على المُسامَحةِ (١).

وَضعُ السَّمكِ والجَرادِ على النارِ قبلَ مَوتِه:

اختَلفَ الفُقهاءُ في السَّمكِ وكذا الجَرادِ، هل يَجوزُ تَقْطيعُه أو وَضعُه على النارِ قبلَ مَوتِه أم لا؟

فذهَبَ المالِكيةُ والحَنابلةُ إلى أنه يَجوزُ قَليُ الجَرادِ وشَويُه قبلَ مَوتِه، وكذا السَّمكُ قبلَ مَوتِه عندَ المالِكيةِ، ويُكرَهُ عندَ الحَنابلةِ.

قالَ المالِكيةُ: يَجوزُ تَقطيعُ السَّمكِ وإلقاؤُه في النارِ قبلَ مَوتِه؛ لأنه لمَّا كانَ غيرَ مُحتاجٍ لذَكاةٍ فكانَ ما وقَعَ فيه مِنْ الإلقاءِ وما معَه بمَنزلةِ ما وقَعَ في غيرِه بعدَ إتمامِ ذَكاتِه (٢).

وقالَ الإمامُ ابنُ قُدامةَ : وسُئلَ أحمَدُ عن السَّمكِ يُلقَى في النارِ؟ فقالَ: ما يُعجبُني، والجَرادِ؟ فقالَ: ما يُعجبُني والجَرادُ أسهَلُ؛ فإنَّ


(١) «المغني» (٩/ ٧٠).
(٢) «شرح مختصر خليل» (٣/ ١٨)، و «حاشية الصاوي» (٤/ ١٢٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>