للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بيِّنةٌ، أي: عَلامةٌ واضِحةٌ على صِدقِه، وهي الشاهِدانِ والثَّلاثةُ والأربَعةُ، ونَحوُها من البَيِّناتِ.

فالبَيِّنةُ من البَيانِ، وهو الكَشفُ والإظهارُ، والبَيِّنةُ في الشَّرعِ تُظهِرُ صِدقَ المُدَّعي وتَكشِفُ الحَقَّ.

وسُمِّيَ الشُّهودُ بيِّنةً؛ لأنَّ بهم يَتبيَّنُ الحَقُّ (١).

الفَرقُ بينَ المُدَّعي والمُدَّعَى عليه:

الدَّعوى لا تَحصُلُ إلا مِنْ مُدَّعٍ على مُدَّعًى عليه؛ فمَعرِفةُ الفَرقِ بينَهما من أهَمِّ ما يُبنَى عليه مَسائِلُ الدَّعوى؛ فإنَّ النَّبيَّ قالَ: «البَيِّنةُ على المُدَّعي واليَمينُ على مَنْ أنكَرَ»، فلا بدَّ من مَعرفتِهما.

وقد تَعدَّدَت عِباراتُ الفُقهاءِ في تَعريفِ كلٍّ من المُدَّعي والمُدَّعَى عليه.

قالَ الحَنفيةُ: المُدَّعي: مَنْ لا يُجبَرُ على الخُصومةِ إذا تَرَكها.

والمُدَّعَى عليه: مَنْ يُجبَرُ عليها إذا تَرَكها، ويُسمَّى المُنكِرَ.

وقيلَ: المُدَّعي مَنْ يُضيفُ إلى نَفسِه ما ليسَ بثابِتٍ، والمُدَّعَى عليه مَنْ يَتمسَّكُ بما هو ثابِتٌ بظاهِرِ اليَدِ، فلو ادُّعيَ على رَجلٍ دَينٌ فادَّعى الوَفاءَ والبَراءةَ صارَ مُدَّعيًا لدَعواه ما ليسَ بثابِتٍ، وهو فَراغُ ذِمتِه بعدَ اتِّفاقِهما على الشَّغلِ.


(١) «الاختيار» (٢/ ١٣١)، «مغني المحتاج» (٦/ ٤٢٥)، و «تحفة المحتاج» (١٢/ ٤٢٨)، و «نهاية المحتاج» (٨/ ٣٩١)، و «الديباج» (٤/ ٥٣٤)، و «منار السبيل» (٣/ ٤٨٢)، و «المطلع» ص (٤٠٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>