فعلى هذا إن قَضى فائِتةَ اللَّيلِ بالنَّهارِ جهرَ، وإن قَضى فائِتةَ النَّهارِ باللَّيلِ أسَرَّ.
وذَهب الشافِعيَّةُ في الأصحِّ عندَهم والحَنابلَةُ إلى أنَّ الاعتِبارَ بوقتِ القَضاءِ في الإسرارِ والجَهرِ، فعَلى هذا لو قَضى فائِتةَ اللَّيلِ في النَّهارِ أسَرَّ، وإن قَضى فائِتةَ النَّهارِ في اللَّيلِ جهرَ.
قالَ الإمامُ النَّوويُّ ﵀: لكنَّ صَلاةَ الصُّبحِ -وإن كانَت نَهارِيَّةً- هي في القَضاءِ جَهريَّةٌ، ولِوقتِها حكمُ اللَّيلِ في الجَهرِ، وإطلاقُهم مَحمولٌ على هذا (١).
التَّرتيبُ بينَ الفَوائتِ وفَرضِ الوقتِ:
اختَلفَ الفُقهاءُ فيما لو كانَ على الإنسانِ فَوائتُ، هل يجبُ عليه التَّرتيبُ بينَها وبينَ فَرضِ الوقتِ، فلا يَجوزَ له أن يُصلِّيَ مَثَلًا العَصرَ قبلَ الظُّهرِ؟ أو يَجوزُ أن يُصلِّيَ العَصرَ ثم يُصلِّيَ الظُّهرَ؟