للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رسولُ اللهِ في الإسلامِ مِنْ الرِّجالِ الخِيارَ بنَ عَديِّ بنِ نَوفلَ بنِ عبدِ مَنافٍ، ومِن النِّساءِ مُرَّةَ بنتَ سُفيانَ بنِ عبدِ الأسدِ مِنْ بَني مَخزومٍ، وقطَعَ أبو بكرٍ يدَ اليَمنيِّ الذي سرَقَ العِقدَ، وقطَعَ عُمرُ يدَ ابنِ سَمرةَ أخي عبدِ الرَّحمنِ بنِ سَمرةَ، قالَ القُرطبيُّ : ولا خِلافَ فيهِ (١).

الحِكمةُ مِنْ قَطعِ يدِ السَّارقِ:

المالُ مَحبوبٌ إلى النُّفوسِ تَميلُ إليه الطِّباعُ البَشريةُ، خُصوصًا عندَ الحاجةِ والضَّرورةِ، ومِن الناسِ مَنْ لا يَردَعُه عَقلٌ، ولا يَمنعُه نَقلٌ، ولا تَزجرُهم الدِّيانةُ، ولا تَردُّهم المُروءةُ والأمانةُ، فلولا الزَّواجرُ الشَّرعيةُ مِنْ القَطعِ والصَّلبِ ونَحوهِما لَبادَرُوا إلى أخذِ الأموالِ مُكابَرةً على وَجهِ المُجاهَرةِ، أو خُفيةً على وَجهِ الاستِسرارِ، وفيهِ مِنْ الفَسادِ ما لا يَخفى، فناسَبَ شُروعَ هذهِ الزَّواجرِ في حَقِّ المُستَسرِّ والمُكابِرِ في سَرقتيِ الصُّغرى والكُبرى؛ حَسمًا لبابِ الفَسادِ وإصلاحًا لأحوالِ العِبادِ (٢).


(١) «تفسير القرطبي» (٦/ ١٦٠).
(٢) «الاختيار» (٥/ ١٢٣، ١٢٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>