للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٢٠ - الاستِعاطُ:

الاستِعاطُ: افتِعالٌ من السَّعوطِ، مِثلَ «رَسولٌ»: دَواء يُصيبُ في الأنفِ (١).

والاستِعاطُ والإسعاطُ عندَ الفُقهاءِ: إيصالُ الشَّيءِ إلى الدِّماغِ من الأنفِ (٢).

اختَلفَ الفُقهاءُ فيما إذا استعَط بدُهنٍ أو ماءٍ أو غَيرِهما، فوصَل إلى دِماغِه:

فقال أبو حَنيفةَ والشافِعيُّ وأحمدُ: يُفطِرُ بذلك، وإنْ لم يَصِلْ إلى حَلقِه؛ لِحَديثِ لَقيطِ بنِ صَبِرةَ، وفيه أنَّ النَّبيَّ قال: «وَبَالِغْ في الِاسْتِنْشَاقِ إلا أَنْ تَكُونَ صَائِمًا» (٣).

فدَلَّ على أنَّه إذا وصَل إلى الدِّماغِ شَيءٌ بطَل صَومُه، ولأنَّ الدِّماغَ أحَدُ الجَوفَيْن، فبطَل الصَّومُ بالواصِلِ إليه كالبَطنِ، وأنَّ فيه مَعنى الفِطرِ؛ فإنَّ الواصِلَ إلى الدِّماغِ فيه صَلاحُه وتَغذيَتُه، فيُفطِرُه.

وقال الإمامُ مالِكٌ : مَتى وصَل إلى دِماغِه، ولم يَصِلْ إلى حَلقِه لم يُفطِرْه؛ لأنَّه ما لم يَصِلْ إلى الحَلقِ، لا يُوجِبِ الفِطرَ (٤).


(١) «المصباح المنير» مادة (سعط)، و «رد المحتار على الدر المختار» (٢/ ١٠٢).
(٢) «حاشية القليوبي على شرح المنهاج» (٢/ ٥٦).
(٣) حَدِيثٌ صَحِيحٌ: تَقدَّم.
(٤) «رد المحتار» (٢/ ١٠٢)، و «شرح فتح القدير» (٢/ ٣٥٥)، و «الإشراف» ص (٢٠٤)، و «المجموع» (٧/ ٥١٥، ٥١٦)، و «المغني» (٤/ ١٥٦)، و «المبدع» (٣/ ٢٢)، و «مطالب أولي النهى» (٢/ ١٩١)، و «الإفصاح» (١/ ٣٩٨)، و «مواهب الجليل» (٢/ ٤٢٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>