للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فإذا وقَعَ الصُّلحُ أمِنوا على أنفُسِهم وأموالِهم وذَراريِّهم وأمِنَ مَنْ أمِنوه وصارَ في حُكمِهم.

وإنْ لم تَكنْ فيه مَصلَحةٌ للمُسلِمينَ وكانَ بالمُسلِمينَ قُوةٌ لا يَجوزُ لهم مُوادَعةُ أهلِ الحَربِ بالإجماعِ لقَولِ اللهِ تَعالى: ﴿فَلَا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ﴾ [محمد: ٣٥] ولأنَّ هُدنَتَهم من غيرِ حاجةٍ تَركٌ للجِهادِ الواجِبِ أو تأخيرُه لغيرِ فائِدةٍ؛ لأنَّ المُوادَعةَ طَلبُ الأمانِ وطَلبُ تَركِ الجِهادِ؛ لأنَّ قِتالَ المُشرِكينَ فَرضٌ، ولأنَّ تَركَ ما هو الفَرضُ من غيرِ عُذرٍ لا يَجوزُ، وفي هذا تَركُ الجِهادِ صُورةً ومَعنًى) ش: أمَّا صُورةً فظاهِرٌ حيثُ تَركُ القِتالِ. وأمَّا مَعنًى فلأنَّه لمَّا لم يَكنْ فيه مَصلَحةٌ للمُسلِمينَ لم يَكنْ في تلك المُوادَعةِ دَفعُ الشَّرِّ فلم يَحصُلِ الجِهادُ مَعنًى أيضًا (١).

رُكنُ المُوادَعةِ:

أمَّا رُكنُها فهو لفظةُ المُوادَعةِ أو المُسالَمةِ أو المُصالَحةِ أو المُعاهَدةِ أو ما يُؤدِّي مَعنى هذه العِباراتِ (٢).


(١) «السير الكبير» (١/ ١٦٥)، و «المبسوط» (١٠/ ٨٦)، و «بدائع الصنائع» (٧/ ١٠٨)، و «الاختيار» (٤/ ١٤٦)، و «الهداية» (٢/ ١٣٩)، و «شرح فتح القدير» (٥/ ٤٥٨)، و «العناية» (٧/ ٤٦٠)، و «تبيين الحقائق» (٣/ ٤٤٥)، و «البحر الرائق» (٥/ ٨٥)، و «أحكام القرآن» لابن العربي (٢/ ٤٢٧)، و «بداية المجتهد» (١/ ٢٨٣، ٢٨٤)، و «الذخيرة» (٣/ ٤٤٩)، و «روضة الطالبين» (٧/ ٥١)، و «مغني المحتاج» (٦/ ٩٤)، و «النجم الوهاج» (٩/ ٤٣٧)، و «المغني» (٩/ ٢٣٨)، و «الكافي» (٤/ ٣٣٨)، و «المبدع» (٣/ ٣٩٨).
(٢) «بدائع الصنائع» (٧/ ١٠٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>