الوطَنُ الأصلِيُّ: هو المَكانُ الذي يَستَقرُّ فيه الإِنسانُ بأهلِه، سَواءٌ أكانَ مَوطِنَ وِلادَتِه، أم بَلدَةً أُخرى، اتَّخذَها دارًا، وتَوطَّنَ بها مع أهلِه ووَلَدِه، ولا يَقصِدُ الارتِحالَ عنها، بل يَقصِدُ التَّعيُّشَ بها.
ويَأخذُ حُكمَ الوَطنِ: المَكانُ الذي تأهَّلَ به، أي: تَزوَّجَ به، ولا يَحتاجُ الوَطَنُ الأصلِيُّ إلى نيَّةِ الإِقامةِ، لكنَّ المالِكيةَ يَشتَرطونَ: أن تَكونَ الزَّوجةُ مَدخولًا بها غيرَ ناشِزٍ.
وممَّا تَقدَّمَ يَتبيَّنُ: أنَّ الوَطنَ الأصلِيَّ يَتحقَّقُ عندَ أغلَبِ الفُقهاءِ بالإِقامةِ الدَّائِمةِ على نيَّةِ التَّأبِيدِ، سَواءٌ أكانَ في مَكانِ وِلادَتِه أم في مَكانٍ آخرَ، ويُلحَقُ بذلك مَكانُ الزَّوجةِ.
ويَجوزُ أن يَكونَ الوَطنُ الأصلِيُّ واحدًا أو أكثرَ، وذلك مثلَ أن يَكونَ له أهلٌ ودارٌ في بلدَتَينِ أو أكثرَ، ولم يَكنْ مِنْ نيَّةِ أهلِه الخُروجُ منها، وإن كانَ يَنتَقِلُ مِنْ أهلٍ إلى أهلٍ في السَّنةِ، حتى إنَّه لو خرَجَ مُسافِرًا مِنْ بَلدةٍ فيها أهلُه، ودخَلَ بَلدةً أُخرى فيها أهلُه، فإنَّه يَصيرُ مُقيمًا مِنْ غيرِ نيَّةِ الإِقامةِ.
ما يَنتَقِضُ به الوَطَنُ الأصليُّ:
قالَ الكاسانِيُّ ﵀: الوَطنُ الأصلِيُّ يَنتقِضُ بمِثلِه لا غيرُ، وهو: أن يَتوطَّنَ الإِنسانُ في بَلدَةٍ أُخرى ويَنقُلَ الأهلَ إليها مِنْ بَلدَتِه، مُضرِبًا عن