للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(ويُتَوَجَّهُ: وعلى قِياسِه) أي: قياسِ فِعلِ الصَّلاةِ (نَحوُ وُضوءٍ) كغُسلٍ وتَيَمُّمٍ وزَكاةٍ وحَجٍّ، وفعلَها مُعتقِدًا أركانَها فُروضًا أو سُنَنًا، أو فعلَها ولم يَعتقد شَيئًا، فعِبادَتُه صَحِيحةٌ؛ لمَا تَقدَّم؛ اكتِفاءً بعِلمِه أنَّ ذلك كلَّهُ منها، وهو مُتَّجَهٌ (١).

سُننُ الصَّلاةِ وواجباتُها:

أنواعُ السُّننِ في الصَّلاةِ:

قسَّم جُمهورُ الفُقهاءِ الحَنفيَّةُ والمالِكيَّةُ والشافِعيَّةُ سُننَ الصَّلاةِ باعتِبارِ تَأَكُّدِها وعدمِه وما يَترتَّبُ على تَركِها إلى نَوعَينِ:

فقسَّمها الحَنفيَّةُ إلى سُننٍ وآدابٍ، والمَقصودُ بالسُّننِ: السُّننُ المُؤكَّدةُ التي واظَبَ عليها الرَّسولُ أو الخُلفاءُ الرَّاشِدونَ مِنْ بَعدِه، وتَركُها يُوجِبُ الإساءةَ والإثم إذا أصَرَّ على التَّركِ.

والآدابُ هي: السُّنةُ غيرُ المُؤكَّدةِ، وتَركُها لا يُوجِبُ إساءةً ولا عِتابًا، لكنَّ فِعلَها أفضَلُ (٢).

كما قسَّمها المالِكيَّةُ إلى سُننٍ ومَندوباتٍ، فالسُّننُ: هي السُّننُ المُؤكَّدةُ، والمَندوباتُ: هي السُّننُ غيرُ المُؤكَّدةِ، ويُسمُّونَها أيضًا نَوافِلَ وفَضائِلَ ومُستحَبَّاتٍ (٣).


(١) «مطالب أُولي النُّهى» (١/ ٥٠١)، وانظر: «شَرح مُنتَهى الإرادات» (١/ ١٢٩).
(٢) ابن عابدين (١/ ٤٧٢).
(٣) «حاشية الدُّسوقِيِّ» (١/ ٢٤٢، ٢٤٧)، و «الشرح الصغير» (١/ ٢١١، ٢١٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>