للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وكذلك كلُّ من أكثرَ الاختِلافَ إلى شيءٍ فهو حاجٌّ إلَيه، وإنَّما قيلَ للحاجِّ: حاجٌّ؛ لأنَّه يَأتي البَيتَ قبلَ التَّعريفِ (١)، ثم يَعودُ إليه لطَوافِ يومِ النَّحرِ بعدَ التَّعريفِ، ثم يَنصَرفُ عنه إلى منًى، ثم يَعودُ إليه لطَوافِ الصَّدَرِ (٢)، فلتَكرارِه العَودَ إليه مَرةً بعدَ أُخرَى، قيلَ له حاجٌّ (٣).

تَعريفُ الحَجِّ اصطِلاحًا:

الحَجُّ في اصطلاحِ الشَّرعِ: هو قَصدُ مَوضعٍ مَخصوصٍ (وهو البَيتُ الحَرامُ وعَرفةُ) في وقتٍ مَخصوصٍ (وهو أشهُرُ الحَجِّ) للقيامِ بأعمالٍ مَخصوصةٍ، وهي الوُقوفُ بعَرفةَ والطَّوافُ والسَّعيُ عندَ جُمهورِ الفُقهاءِ، وبشَرائطَ مَخصوصةٍ يَأتي بَيانُها (٤) إن شاءَ اللهُ تَعالى.

فَضلُ الحَجِّ:

تَضافَرت النُّصوصُ الشَّرعيَّةُ الكَثيرةُ على الإشادةِ بفَضلِ الحَجِّ، وعَظمةِ ثَوابِه وجَزيلِ أجرِه العَظيمِ عندَ اللهِ تَعالى.


(١) أي: قبلَ الوُقوفِ بعَرفَة.
(٢) طواف الصدر: بفَتحِ الدالِ هو طَوافُ الوَداعِ.
(٣) «تفسير الطبري» (٢/ ٤٤).
(٤) «فتح القدير» لابن الهمام (٢/ ١٢٠)، و «الاختيار» (١/ ١٤٩)، و «حاشية ابن عابدين» (٢/ ٥٠٠)، و «مواهب الجليل» (٢/ ٤٦٩)، و «الشرح الكبير» (٢/ ١٩٩)، و «حاشية الشرقاوي» (٢/ ٣٨٨)، و «مغني المحتاج» (٢/ ٢٢٠)، و «المغني» (٤/ ٢٩٨)، و «التعريفات» ص (٨٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>