للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قالَ: وكِتابُ الصَّحابةِ (١) قالَ الذَّهبيُّ: فيه زِياداتٌ لعبدِ اللهِ ابنِه، ولأبي بَكرٍ القَطيعيِّ صاحِبِه.

وقد دوَّنَ عنه كِبارُ تَلامِذتِه مَسائلَ وافِرةً، في عِدةِ مُجلَّداتٍ؛ المَروزيُّ، والأثرَمُ، وحَربٌ، وابنُ هانِئٍ، والكَوسَجُ، وأَبو طالِبٍ، وجمَعَ أَبو بَكرٍ الخَلَّالُ سائِرَ ما عندَ هؤلاء من أَقوالِ أَحمدَ وفَتاويه، ومن كَلامِه في العِللِ، والرِّجالِ، والسُّنةِ، والفُروعِ، حتى حصَلَ عندَه من ذلك ما لا يُوصَفُ كَثرةً، ورحَلَ إلى النَّواحِي في تَحصيلِه، وكتَبَ عن نَحوٍ من مِئةِ نَفسٍ من أَصحابِ الإِمامِ، ثم كتَبَ كَثيرًا من ذلك عن أَصحابِ أَصحابِه، وبَعضُه عن آخَرينَ عن الإِمامِ أَحمدَ، ثم أخَذَ في تَرتيبِ ذلك، وتَهذيبِه وتبَويبِه، وحمَلَ كِتابَ «العِلم» وكِتابَ «العِلل» وكِتابَ «السُّنة» كلُّ واحِدٍ من الثَّلاثةِ في ثَلاثةِ مُجلَّداتٍ (٢).

١١ - نُتَفٌ مِنْ أَقوالِه ودُرَرٌ مِنْ أَشعارِه:

سُئلَ الإِمامُ أَحمدُ عن الفُتوَّةِ، فقالَ: تَركُ ما تَهوى لما تَخشَى.

وقالَ: كلُّ شَيءٍ من الخَيرِ، تَهتمُّ به، فبادِرْ به قبلَ أنْ يُحالَ بينَك وبينَه.

وعن عليِّ بنِ المَدينيِّ، قالَ: ودَّعتُ الإِمامَ أَحمدَ بنَ حَنبلٍ، فقُلتُ له: تُوصيني بشَيءٍ؟ قالَ: نَعمْ، اجعَلِ التَّقوَى زادَك، وانصِبِ الآخِرةَ أَمامَك.


(١) وهو مَطبوعٌ في مُجلَّدينِ بتَحقيقِ/ وصيِّ اللهِ بن مُحمد عباس، وطُبعَ في جامِعةِ أمِّ القُرى بمَكةَ.
(٢) باختِصارٍ من «سير أعلام النبلاء» (١١/ ٣٢٧، ٣٣١).

<<  <  ج: ص:  >  >>