للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الباقِي حتى يُتيقَّنَ أمرُه أو تَمضِي مُدةُ الانتِظارِ؛ لأنَّه مالٌ لا يُعلَمُ الآنَ مُستَحقُّه، أَشبهَ الذي يُنْقَصُ نَصيبُه بالحَملِ (١).

الحالةُ الثانِيةُ: أنْ يَكونَ في غَيبةٍ ظاهِرُها الهَلاكُ:

اختَلفَ الفُقهاءُ في حُكمِ مَنْ غابَ غَيبةً ظاهِرُها الهَلاكُ كمَن فُقدَ مِنْ بينِ أَهلِه، ومَن غرِقَ مَركبُه فسلِمَ قومٌ دونَ قومٍ، أو في مَفازةٍ مُهلِكةٍ، أو فُقدَ بينَ الصَّفينِ في حالِ التِحامِ القِتالِ، هل يُنتَظرُ به مُدةٌ لا يَعيشُ فيها غالبًا ثم يُقسَمُ مالُه أمْ يُنتَظرُ به أربَعةٌ أَعوامٍ أم عامٌ؟

فذهَبَ الحَنفيةُ والشافِعيةُ إلى أنَّه لا فَرقَ بينَ مَنْ يُفقدُ في غَيبةٍ ظاهِرُها الهَلاكُ أو لا؛ فالحُكمُ واحدٌ على التَّفصيلِ السابقِ في الحالةِ الأُولَى (٢).

وذهَبَ الحَنابِلةُ في المَذهبِ إلى أنَّ مَنْ انقَطعَ خبَرُه لغَيبةٍ ظاهِرُها الهَلاكُ

كمَن غرِقَ مَركبُه فسلِمَ قومٌ دونَ قومٍ، أو فُقدَ مِنْ بينِ أَهلِه، كمَن يَخرُجُ إلى الصَّلاةِ فلا يَعودُ أو يَخرُجُ إلى حاجةٍ قَريبةٍ فلا يَعودُ، أو فُقدَ في مَفازةٍ


(١) المغني» (٦/ ٢٦٣، ٢٦٤)، و «الكافي» (٢/ ٥٦٦)، و «الفروع» (٥/ ٢٥)، و «المبدع» (٦/ ٢١٥)، و «الإنصاف» (٧/ ٣٣٥)، و «كشاف القناع» (٤/ ٥٥٩، ٥٦٠)، و «منار السبيل» (٢/ ٤٤٩، ٤٥١).
(٢) «المبسوط» (٣٠/ ٥٤، ٥٥)، و «فتاوى السغدي» (٢/ ٨٥٥)، و «الحاوي الكبير» (٨/ ٨٨، ٩٠)، و «كنز الراغبين» (٣/ ٣٦٨، ٣٦٩)، و «النجم الوهاج» (٦/ ١٧٨، ١٨٠)، و «مغني المحتاج» (٤/ ٤٥، ٤٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>