للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

السَّببُ العاشِرُ:

مُعارَضتُه بما يَدلُّ على ضَعفِه، أو نَسخِه، أو تَأويلِهٍ، ممَّا لا يَعتقدُه غيرُه أو جِنسُه مُعارِضًا، أو لا يَكونُ في الحَقيقةِ مُعارِضًا راجِحًا.

كمُعارضةِ كَثيرٍ من الكُوفيِّينَ الحَديثَ الصَّحيحَ بظاهِرِ القُرآنِ، واعتِقادِهم أنَّ ظاهِرَ القُرآنِ من العُمومِ ونَحوِه مُقدَّمٌ على نَصِّ الحَديثِ.

ثم قد يَعتقدُ ما ليسَ بظاهِرٍ ظاهِرًا، لمَا في دِلالاتِ القَولِ من الوُجوهِ الكَثيرةِ.

ولهذا رَدُّوا حَديثَ: «الشاهِدِ واليَمينِ» (١) وإنْ كانَ غيرُهم يَعلمُ أنَّه ليسَ في ظاهِرِ القُرآنِ ما يَمنعُ الحُكمَ بشاهِدٍ ويَمينٍ، ولو كانَ فيه ذلك فالسُّنةُ هي المُفسِّرةُ للقُرآنِ عندَهم.

وللشافِعيِّ في هذه القاعِدةِ كَلامٌ مَعروفٌ (٢) ولأَحمدَ فيها رِسالتُه


(١) رَوى التِّرمذُّي: كِتاب الأَحكامِ عن رَسولِ اللهِ بابُ ما جاءَ في اليَمينِ مع الشاهدِ (٣/ ٦٢٧) (الحديث: ١٣٤٣) عن رَبِيعَة بنِ أَبي عبدِ الرَّحمنِ عن سُهَيلِ بنِ أَبي صَالِحٍ عن أَبيه عن أَبي هُريرةَ قالَ: «قضَى رَسولُ اللهِ باليَمينِ مع الشاهِدِ الواحِدِ» قالَ رَبيعةُ: وأخبَرَني ابنٌ لسَعدِ بنِ عُبادةَ قالَ: وجَدنا في كِتابِ سَعدٍ «أنَّ النَّبيَّ قَضى باليَمينِ مع الشاهِدِ» قالَ: وفي البابِ عن علِيٍّ وجابِرٍ وابنِ عباسٍ، وسُرقَ قالَ أَبو عِيسى: حَديثُ أَبي هُريرةَ «أنَّ النَّبيَّ قَضى باليَمينِ مع الشاهِدِ الواحِدِ» حَدِيثٌ حَسنٌ غَرِيبٌ. وصحَّحه الألبانِيُّ في صَحيحِ وضَعيفِ سُننِ الترمذي (١٣٤٣).
(٢) انظُرْ: «الرسالة» للإمام الشافعي (٦٤ - ٧٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>