أنَّك تَزعمُ لا تَعودُ، ثُم تَعودُ، قالَ: دَعنِي أُعلِّمكَ كلِمَاتٍ يَنفَعُك اللَّهُ بها، قلتُ: ما هو؟ قالَ: إذَا أَويْتَ إلى فِراشِك، فَاقرَأْ آيةَ الكُرسِيِّ: ﴿اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ﴾ [البقرة: ٢٥٥]، حتى تَختِمَ الآيةَ، فإنَّك لَنْ يَزالَ عليك مِنْ اللَّهِ حافِظٌ، ولا يَقربنَّكَ شَيطانٌ حتى تُصبِحَ، فخلَّيْتُ سَبيلَه، فأَصبَحْتُ فَقالَ لِي رَسولُ اللَّهِ ﷺ:«مَا فعَلَ أَسيرُكَ البارِحَةَ»، قلتُ: يَا رَسولَ اللَّهِ، زعَمَ أنَّه يُعلِّمُني كلِماتٍ يَنفعُني اللَّهُ بها، فخَلَّيتُ سَبيلَه، قالَ:«ما هي؟»، قلتُ: قالَ لي: إذَا أوَيْتَ إلى فِراشِكَ فَاقرَأْ آيةَ الكُرسِيِّ مِنْ أوَّلِها حتى تَختِمَ الآيةَ: ﴿اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ﴾ [البقرة: ٢٥٥]، وقالَ لِي: لَنْ يَزالَ عليك مِنْ اللَّهِ حافِظٌ، ولا يَقرَبُك شَيطانٌ حتى تُصبِحَ -وكانُوا أَحرَصَ شَيءٍ على الخَيرِ-، فَقالَ النَّبيُّ ﷺ:«أَما إنَّه قد صدَقَك وهو كذُوبٌ، تَعلَمُ من تُخاطِبُ منذُ ثَلاثِ لَيالٍ يا أَبا هُريرةَ»، قالَ: لا، قالَ:«ذاكَ شَيطانٌ»(١).
أفادَ هذا الحَديثُ أنَّ زَكاةَ رَمضانَ كانَت تُجمَعُ عندَ رَسولِ اللهِ ﷺ وقد وكَّلَ أَبا هُريرةَ بحِفظِها، وهذا يَدلُّ على أنَّ دَفعَها إلى الإمامِ أَوْلى كما كانَ ذلك في عَهدِه ﷺ.
مَصارفُ زَكاةِ الفِطرِ:
اختَلفَ العُلماءُ في مَصارفِ زَكاةِ الفِطرِ هل تُصرَفُ للأَصنافِ الثَّمانيةِ الذين يُصرَفُ لهم زَكاةُ المالِ أو هي خاصَّةٌ بالفُقراءِ والمَساكينِ فقط؟ على قولَينِ: