للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أولاً: نُشوزُ الزَّوجةِ وتأدِيبُها:

المرأةُ لها أحوالٌ في تَعدِّيها ونُشوزِها، ولِكلِّ حالَةٍ لها مَرحلَةٌ مِنْ التَّأديبِ، ولا خِلافَ بَينَ الفُقهاءِ على أنَّ لِلزَّوجِ تأديبَ امرأتِه لِنشوزِها، وهذا التَّأديبُ يَكونُ بثلاثِ حالاتٍ: الوعظُ والهجْرُ في المَضجَعِ والضَّربُ، والدَّليلُ عَليهِ قولُهُ تعالَى: ﴿وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ﴾ [النساء: ٣٤].

الحالةُ الأُولى: الوَعظُ:

الوَعظُ: هو التَّذكيرُ بما يُليِّنُ القَلبَ مِنْ الثَّوابِ والعِقابِ المُترتِّبَينِ على طاعتِهِ ومُخالَفتِه، فيَعِظُها ويُخوِّفها باللهِ تعالَى، ويَذكرُ ما أوجَبَ اللهُ لهُ عَليها مِنْ الحقِّ والطَّاعةِ، وما يلحَقُ مِنْ الإثمِ بالمُخالَفةِ والمَعصيةِ، وما يَسقطُ بذلكَ مِنْ حُقوقِها مِنْ النَّفقةِ والكسوَةِ، وما يُباحُ لهُ مِنْ ضَربِها وهَجرِها في المضجَعِ، ويقولُ لها: «ما منَعَكِ عمَّا كنتُ آلَفُه مِنْ بِرِّكِ؟ وما الَّذي غَيَّركِ؟ اتَّقي اللهَ وارجِعِي إلى طاعَتِي، فإنَّ حقِّي عليكِ واجِبٌ» وما أشبَهَ ذلكَ.

ويَعظُها على الرِّفقِ واللِّينِ بأنْ يقولَ لها: «كُوني مِنْ الصَّالحاتِ القانِتاتِ الحافِظاتِ للغَيبِ، ولا تَكونِي مِنْ كذا وكذا»، فلَعلَّ تَقبلُ المَوعظةَ فتَتركَ النُّشوزَ.

ولا خِلافَ بَينَ العُلماءِ على أنَّ للزَّوجِ أنْ يَعظَ امرأتَهُ إذا ظهَرَتْ علاماتُ نُشوزِها أو نشَزَتْ؛ لقَولهِ تعالَى: ﴿وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ﴾ [النساء: ٣٤].

<<  <  ج: ص:  >  >>