للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أمَّا إذا كانَ الدَّينُ حالًّا فأبرَأَه صاحِبُ الدَّينِ مِنْ بَعضِه على أنْ يُعطيَه بَعضَه الآخَرَ الحالَّ فجائِزٌ باتِّفاقِ العُلماءِ؛ لِحَديثِ كَعبِ بنِ مالِكٍ أنَّه تَقاضَى ابنُ أبي حَدرَدٍ دَينًا كانَ له عليه في عَهدِ رَسولِ اللَّهِ في المَسجِدِ، فارتَفَعتْ أصواتُهما حتى سَمِعَها رَسولُ اللَّهِ ، وهو في بَيتِه، فخرَج رَسولُ اللَّهِ إليهما حتى كَشَفَ سِجفَ حُجرَتِه، فنادَى كَعبَ بنَ مالِكٍ، فقالَ: «يا كَعبُ»، فقالَ: لَبَّيكَ يا رَسولَ اللَّهِ، فأشارَ بيَدِه أنْ ضَعِ الشَّطرَ، فقالَ كَعبٌ : قد فَعَلتُ يا رَسولَ اللَّهِ، فقالَ رَسولُ اللَّهِ : «قُم فاقضِه» (١).

مُدُّ عَجوةٍ:

المُدُّ: مِكيالٌ مَعروفٌ، وهو أصغَرُ المَكاييلِ، ومِقدارُه: رُبُعُ صاعٍ.

والعَجوةُ: ضَربٌ مِنْ أجوَدِ التَّمرِ بالمَدينةِ المُنوَّرةِ.

ومَسألةُ «مُدُّ عَجوةٍ» مُصطَلَحٌ درَج على ألسِنةِ الفُقهاءِ، وقد عرَّفها الفُقهاءُ بأنَّها: بَيعٌ رِبَويٌّ بجِنسِه مُتماثِلًا، وكانَ مع أحَدِ الجِنسَيْنِ شَيءٌ مِنْ غيرِه، أو معهما، ومِثالُ ذلك بَيعُ صاعِ تَمرٍ وثَوبٍ بصاعَيْنِ مِنْ تَمْرٍ، أو دِينارٍ جَيِّدٍ ودِينارٍ مُتوسِّطٍ بدِينارَيْنِ جَيِّدَيْنِ، أو مُدِّ عَجوةٍ ودِرهَمٍ بمُدَّيْ عَجوةٍ أو مُدِّ حِنطةٍ ومُدِّ شَعيرٍ بمُدَّيْ حِنطةٍ (٢).


(١) رواه البخاري (٢٥٦٣)، ومسلم (١٥٥٨).
(٢) انظر: «الإفصاح» (١/ ٣٧٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>