ﷺ:«مَنْ آتاهُ اللهُ مالًا فلم يُؤدِّ زَكاتَه مُثِّلَ له مالُه شُجاعًا أَقرَعَ له زَبِيبَتانِ يُطوَّقُه يَومَ القِيامَةِ، يَأخذُ بلِهزِمتَيه، يَعنِي بشِدْقَيه، يَقولُ: أنا مَالُكَ، أنا كَنزُك»، ثُم تَلَا النَّبيُّ ﷺ هذه الْآيَةَ:«﴿وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ﴾ [آل عمران: ١٨٠]»(١).
الشُّجاعُ: الحَيةُ الذَّكرُ … والأقرَعُ الذي لا شَعرَ له، لكَثرةِ سُمِّه، وطُولِ عُمُرِه.
والزَّبيبتانِ: نُقطَتانِ سَوداوانِ فوقَ العَينَينِ، وهو أخبَثُ الحَيَّاتِ.
والشِّدْقُ: جانِبُ الفَمِ مِما تحتَ الخَدِّ.
وحَديثُ أَبي هُرَيرةَ السابِقُ:«ما مِنْ صاحِبِ ذَهبٍ ولا فِضةٍ لَا يُؤدِّي منها حَقَّها إلا إذا كانَ يَومُ القِيامَةِ صُفِّحَت له صَفائحُ من نَارٍ فأُحمِيَ عليها في نَارِ جَهنَّمَ فَيُكوَى بها جَنبُه وجَبينُه وظَهْرُه، كلَّما برَدَت أُعِيدَتْ له في يَومٍ كانَ مِقدارُه خَمسِينَ أَلفَ سَنةٍ، حتى يُقْضَى بينَ العِبادِ فيَرى سَبيلَه إمَّا إلى الجَنةِ وإمَّا إلى النَّارِ … » الحَديثَ.
العُقوبةُ الدُّنيويةُ لمَن منَعَ الزَّكاةَ:
لم تَقفِ السُّنةُ النَّبويَّةُ عن حَدِّ الوَعيدِ بالعَذابِ الأُخرويِّ لمَن يَمنَعُ الزَّكاةَ، بل هدَّدَت بالعُقوبةِ الدُّنيويةِ -الشَّرعيةِ والقَدريةِ- كلَّ مَنْ يَبخَلُ بحَقِّ اللهِ وحَقِّ الفَقيرِ في مالِه.