للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بخِلافِ البُستانِ قبلَ الغرسِ، ولأنَّ الغرسَ للدَّوامِ فالتحَقَ ببِناءِ الدارِ بخِلافِ الزَّرعِ.

ولا يُشتَرطُ أنْ يُثمِرَ الغِراسُ.

ويُشتَرطُ في إِحياءِ البِئرِ خُروجُ الماءِ وطيُّ البِئرِ الرّخوةِ أرضُها بخِلافِ الصّلبةِ، وفي إِحياءِ بئرِ القَناةِ خُروجُ الماءِ وجَريانُه.

ولو حفَرَ نهرًا مُمتدًّا إلى النَّهرِ القَديمِ بقَصدِ التَّملكِ ليَجريَ فيه الماءُ ملَكَه ولو لَم يُجرِه، كما لا يُشتَرطُ السُّكنَى في إِحياءِ المَسكنِ.

ومَن شرَعَ في عملِ إِحياءٍ لنوعٍ فغيَّرَه لنوعٍ آخر ملَكَه بما يُحيِي به ذلك النوعَ، كَأَنْ شرَعَ في عَملِ بُستانٍ ثُّم قصَدَ أنْ يجعَلَه مَزرعةً ملَكَه بما تُملَكُ به المَزرعةُ (١).

وأما الحَنابلةُ فقالَ ابنُ قُدامةَ : وإِحياءُ الأرضِ أنْ يُحوِّطُ عليها حائِطًا.

ظاهرُ كَلامِ الخِرقيِّ أنَّ تَحويطَ الأرضِ إِحياءٌ لها، سَواءٌ أَرادَها للبِناءِ أو للزَّرعِ أو حَظيرةً للغَنمِ أو الخَشبِ أو غيرِ ذلك، ونصَّ عليه أحمدُ في رِوايةِ عليِّ بنِ سَعيدٍ فقالَ: الإِحياءُ أنْ يُحوِّطَ عليها حائطًا ويَحفرَ فيها بِئرًا أو نَهرًا،


(١) «البيان» (٧/ ٤٨٢، ٤٨٤)، و «روضة الطالبين» (٤/ ١٠٦، ١١٠)، و «النجم الوهاج» (٥/ ٤١٦، ٤١٨)، و «كنز الراغبين» (٣/ ٢٢١، ٢٢٢)، و «مغني المحتاج» (٣/ ٤٣٢، ٤٣٤)، و «تحفة المحتاج» (٧/ ٣٩٧، ٣٩٩)، و «نهاية المحتاج» (٥/ ٣٨٧، ٣٨٩)، و «الديباج» (٢/ ٤٩٩، ٥٠١).

<<  <  ج: ص:  >  >>