للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقالَ الحَنابلةُ: ووَظيفةُ الناظِر حِفظُ الوَقفِ وعِمارتُه وإيجارُه وزَرعُه ومُخاصَمةٌ فيه وتَحصيلُ رَيعِه مِنْ أجرةٍ أو زَرعٍ أو ثَمرٍ، والاجتِهادُ في تَنميتِه وصَرفُه في جِهاتِهِ مِنْ عِمارةٍ وإصلاحٍ وإعطاءِ مُستحِقٍّ ونحوُه كشِراءِ طَعامٍ أو شَرابٍ شرَطَه الواقفُ؛ لأنَّ الناظرَ هو الذي يَلي الوَقفَ وحِفظَه وحِفظَ رَيعِه وتَنفيذَ شَرطِ واقفِهِ، وطَلبُ الحَظِّ فيه مَطلوبٌ شَرعًا، فكانَ ذلكَ إلى الناظِرِ.

وللناظِرِ وَضعُ يَدِه على الوَقفِ وعلى رَيعِه، وله التَّقريرُ في وَظائفِه، ذكَروهُ في ناظِرِ المَسجدِ، فيَنصِبُ مَنْ يَقومُ بوَظائفِه مِنْ إمامٍ ومُؤذِّنٍ وقَيِّمٍ وغيرِهم، كما أنَّ للناظِرِ المَوقوفِ عليه نصْبَ مِنْ يَقومُ بمَصلحتِه مِنْ جابٍ ونَحوِه كحافِظٍ.

قالَ الحارِثيُّ: ومَتى امتَنعَ مِنْ نَصبِ مَنْ يَجبُ نَصبُه نصَبَه الحاكِمُ كما في عَضلِ الوَليِّ في النكاحِ (١).

وقالَ أبو الوَليدِ ابنُ رُشدٍ القُرطبيُّ : لو حَبسَ حَبسًا على وَلدِه وهُم صِغارٌ كلُّهُم فحِيازَةُ أبيهِم لهُم حَوزٌ إذا أشهَدَ لهم وبتَّلَ لهم صَدَقتَهم أو حبْسَهُم، فكانَ هو القائمَ بأمرِهم والناظرَ لهم في كِراءٍ إنْ كانَ أو ثَمرةٍ أو ما تَحتاجُ إليه الصَّدقاتُ مِنْ المَرمَّةِ والإصلاحِ (٢).


(١) «الإنصاف» (٧/ ٦٧)، و «كشاف القناع» (٤/ ٣٢٥)، و «منار السبيل» (٢/ ٣٣٥).
(٢) «البيان والتحصيل» (١٢/ ٢٦٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>