للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

تَمضمَضَ واستَنشَقَ وغسَلَ وَجهَه وذراعَيه، ثم أفاضَ الماءَ على رأسِه ثم غسَلَ جسَدَه، ثم تَنحَّى عن مَقامِه ذلك فغسَلَ رِجلَيه فأتَيتُه بالمِنديلِ فلم يَرُدَّها وجعَلَ يَنفُضُ الماءَ بيَدَيه» مُتَّفقٌ عليه (١).

وفي هذَين الحَديثَينِ كَثيرٌ من الخِصالِ المُسماةِ، وأمَّا البِدايةُ بشِقِّه الأيمَنِ، فلأنَّ النَّبيَّ كانَ يُحبُّ التَّيمُّنَ في طُهورِه.

وفي حَديثِ عائِشةَ: «كانَ رَسولُ اللهِ إذا اغتسَلَ من الجَنابةِ دَعا بشَيءٍ نَحوَ الحِلابِ (٢)، فأخَذَ بكَفِّه بَدَأ بشِقِّ رأسِه الأيمَنِ ثم الأيسَرِ ثم أخَذَ بكَفَّيه فقالَ بهما على رأسِه» مُتَّفقٌ عليه (٣).


(١) البخاري (٢٦٥)، ومسلم (٣١٧).
(٢) قالَ الإمامُ ابنُ بَطَّالٍ في «شَرحِ صَحيحِ البُخاريِّ» (١/ ٣٧٤): قالَ أبو سُلَيمانَ الخَطابيُّ: الحِلابُ: إناءٌ يَسعُ حَلبةَ ناقةٍ، وهو المِحلَبُ، بكَسرِ الميمِ، فأمَّا المَحلَبُ، بفَتحِ الميمِ، فهو الحَبُّ الطَّيبُ الرِّيحِ. قالَ المؤلِّفُ: وأظُنُّ البُخاريَّ جعَلَ الحِلابَ في هذه التَّرجمةِ ضَربًا من الطَّيبِ، وإنْ كانَ ظَنَّ ذلك فقد وُهمَ، وإنَّما الحِلابُ: الإناءُ الذي كانَ فيه طِيبُ النَّبيِّ ، الذي كانَ يَستعمِلُه عندَ الغُسلِ.
وقالَ الحافِظُ ابنُ حَجرٍ في «فتح الباري» (١/ ٣٧١): وقَولُه: نَحوَ الحِلابِ، أي: إناءٌ قَريبٌ من الإناءِ الذي يُسمَّى الحِلابَ، وقد وصَفَه أبو عاصِمٍ بأنَّه أقَلُّ من شِبرٍ في شِبرٍ، رَواه أبو عَوانةَ في «صحيحه» عنه، وفي رِوايةٍ لابنِ حِبانَ وأشارَ أبو عاصِمٍ بكَفَّيه فكأنَّه حلَقَ بشبرَيه يَصفُ به دَورَه الأعلى، وفي رِوايةٍ للبَيهَقيِّ كقَدرِ كُوزٍ يَسعُ ثَمانيةَ أَرطالٍ.
(٣) البخاري (٢٥٨)، ومسلم (٣١٨)، وانظر في هذا: «الذخيرة» (١/ ٢٠٨)، و «شرح صحيح مسلم» (٣/ ١٩٤)، و «المغني» (١/ ٢٨٢)، و «الإفصاح» (١/ ٨٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>