للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال الحافِظُ ابنُ حَجَرٍ : استُفيدَ مِنْ هذه القِصَّةِ مَشروعيةُ الكَفالةِ بالأبدانِ؛ فإنَّ حَمزةَ بنَ عَمرٍو الأسلَميَّ صَحابيٌّ، وقد فَعَله ولَم يُنكِرْ عليه عُمَرُ مع كَثرةِ الصَّحابةِ حينَئِذٍ) (١).

٢ - وقال جَريرٌ والأشعَثُ لِعَبدِ اللهِ بنِ مَسعودٍ في المُرتدِّينَ: استَتِبْهم وكَفِّلْهم، فتابوا وكَفَلهم عَشائِرُهم (٢).


(١) «فتح الباري شرح صحيح البخاري» (٤/ ٥٤٩).
(٢) رواه البخاري في «صحيحه» معلقًا بصيغة الجزم (٢/ ٨٠١) (باب الكَفالة في القروض والديون بالأبدان وغيرها)، ووصله الإمام الطحاوي في «شرح المشكل» (١١/ ٣١٢، ٣١٣) من طريقِ القاسمِ بن عبدِ الرحمَن الجَزري عن أحمدَ بن سُليمانَ أبي الحسنِ الرهاوي عن يَحيى بن آدمَ عن إسرائيلَ عن حارثةَ بن مضربٍ قال … وذكَر القِصةَ التي ذكَرنها في استدلال الشافِعيَّة على كَفالة البدنِ.
قلتُ: وهذا إسناد صحيحٌ رُواته كلُّهم ثِقاتٌ، وقد تابَع إسرائيلُ عن أبي إسحاقَ بهذِه القصَّةِ بِطولِها أبو عوانةَ؛ فقد رَواه البيهقي في «الكبرى» (٦/ ٧٧) (٨/ ٢٠٦) من طريق أبي صالحِ بن أبي طاهرٍ عن جدِّه يَحيى بن مَنصورٍ القاضي عن أبي بكرٍ مُحمدِ بن إِسماعيلَ بن يَحيى بن درست بن زيادٍ عن أبي عوانةَ عن أبي إسحاقَ عن حارثةَ بتمامِه.
قال الحافظ ابن حجر في «تغليق التعليق» (٣/ ٢١٩): وهذا إسنادٌ صحيحٌ.
قلتُ: رواتُه كلُّهم ثقاتٌ.
ورواه أيضًا مُختصرًا -بدونِ اللفظِ الأخيرِ الذي ذكَره البُخاريُّ- ابن أبي شيبة في == «المصنف» (٦/ ٤٣٩)، والنسائي في «الكبرى» (٨٦٧٥)، والبزار في «مسنده» (٥/ ١٨٨) عن أبي مُعاويةَ عن الأعمشِ عن أبي إسحاقَ عن حارثةَ به.
ورواه أبو داود (٢٧٦٢)، والطحاوي في «المشكل» (٧/ ٢٩٩/ ٢٩١)، والبيهقي في «الكبرى» (٩/ ٢١١)، والطبراني في «الأوسط» (٨/ ٢٤٤)، (٨٥٢٥)، وابن حبان في «صحيحه» (١١/ ٢٣٦) من طريقِ يزيدَ بن سِنان ومعاذِ بن المُثنَّى عن محمدِ بن كثيرٍ عن سُفيانَ الثَّوريِّ عن أبي إسحاقَ بنفسِ رِوايةِ الأعمشِ عنه. وقال الطَّبرانيُّ: لم يروِ هذا الحديثَ عن الثَّوريِّ إلا محمدُ بن كثيرٍ.
قلتُ: هو ثِقةٌ، قال الحافظُ في «التقريب»: لم يُصِب مَنْ ضَعَّفه.
ورواه أيضًا عبد الرزاق (١٠/ ١٦٩)، وابن أبي شيبة (٦/ ٤٣٩)، والبيهقي في «الدلائل» (٢٠٧٩) من طريقِ ابن عُيينةَ ووكيعٍ وجعفرِ بن عونٍ عن إسماعيلَ بن أبي خالدٍ عن قيسِ بن أبي حازمٍ قال: جاء رجلٌ إلى ابن مَسعودٍ فقالَ فذكَره مُختصرًا.
ورواه الإمام أحمد (١/ ٤٠٤)، والطحاوي في «شرح المشكل» (٧/ ٢٩٨) من طُرقٍ عن أبي بكرِ بن عياشٍ عن عاصمِ بن بهدلةَ عن أبي وائلٍ عن ابن معيز السَّعديِّ (اسمه عبدُ اللهِ بن السَّعدي)، قال الحافظ في «تغليق التعليق» (٣/ ٢٩١): وعُرف بهذا أنه المبهمُ في روايةِ قيس بن أبي حازمٍ قال: خرَجت أسقي فرسًا لي في السَّحرِ فمرَرتُ بمَسجدِ بني حَنيفةَ، وهم يقولونَ إن مُسيلمةَ رسولُ الله، فأتيتُ عبدَ اللهِ فأخبرتُه فبعَث الشّرطة فجاء بهم فاستَتابهم … إلخ.
قال الهيثمي في «المجمع» (٥/ ٣١٥): رواه أحمد، وابن معيز لم أعرِفْه وبقيَّةُ رجالِه ثقاتٌ.

<<  <  ج: ص:  >  >>