قُلتُ: هذا إسنادٌ حسنٌ؛ فإن مُحمدَ بن حَمزةَ قد وثَّقه ابنُ حِبان وقد ضعَّفه ابن حزم وعاب عليه القُطب الحَلبيّ، وقال: لم يضعِّفه قبلَه أحدٌ، قُلتُ: وقد رَوى عنه جمْعٌ فلا ينزِل حديثُه عن الحسنِ، والله أعلم. ولهذه القصَّةِ شاهدٌ عندَ عبدِ الرزَّاق في «مصنفه» (٧/ ٣٤٥) رقم (١٣٤٣٠)، ومن طَريقه البيهقي في «الكبرى» (٨/ ٢٤١) من طَريق مَعمَر عن سماك بن الفَضل قال: أخبَرني عبد الرحمَن البيلَماني قال: مَررتُ بأبي سَلمةَ بن عبد الرحمَن وعندَه رجلٌ يحدِّثه، فدَعاني فقال: إذا سمِعنا مغربة أحبَبنا أن نسمعَكما، وإذا سمِعتما أحبَبنا أن تحدِّثَا بها، ثم قال لي: سَله -يريدُ الرجلَ الذي عندَه- عما يحدث: فقال الرجلُ: بعَث عُثمان مُصدقًا إلى بني سعد بن هدير فبينما هو يصدّقُ إذ قال رجُل لامرأتِه ومعها جاريةٌ، فقال لامرأتِه: اصدُقي عن مَولاتِك، يعني الجارية. فقالت امرأتُه: بل اصدُق عن ابنِك، فقال المصدقُ: وما شأنُ هذه؟ فقال الرجلُ: كانت أم هذه الجارِية أَمَةً لامرأتِي هذه، فوقَعتُ عليها فوَلَدت هذه الجاريةُ فقال المصدقُ: لأرفعنَّك حتى أبلغَ أميرَ المُؤمنينَ فقال: إن كان أميرُ المُؤمنينَ قد قضَى فينا؟ قال المصدقُ: وما قضَى فيكم؟ قال: رفَع أمرَه إلى عمرَ أميرِ المُؤمنينَ، فجَلَده مئة؟ ولم يَرجمْه …