للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١ - وقال أبو الزِّنادِ عن مُحمدِ بنِ حَمزةَ بنِ عَمرٍو الأسلَميِّ عن أبيه قال: إنَّ عُمَرَ بَعَثه مُصدِّقًا، فوَقَع رَجُلٌ على جاريةِ امرأتِه، فأخَذَ حَمزةُ مِنَ الرَّجُلِ كُفَلاءَ حتى قَدِمَ على عُمَرَ ، وكان قد جَلَده مِئةَ جَلدةٍ، فصَدَّقهم وعَذَره بالجَهالةِ (١).


(١) هذا الأثر رواه الإمام البخاري (٢٢٩٠) معلقًا بصيغة الجزم، ووصله الإمام الطحاوي في «المشكل» (١١/ ٣٢٠)، وفي «شرح معاني الآثار» (٣/ ٣٦) من طريق ابن أبي داود عن ابن أبي مريم عن عبد الرحمن بن أبي الزناد عن أبيه عن محمد بن حمزة بن عمرو الأسلمي عن أبيه «أنَّ عمَرَ بعَثَهُ مصَدِّقًا على سَعدِ بن هذَيْمٍ فأَتَى حَمزَةَ بمَالٍ لِيُصَدِّقَهُ فإذا رَجلٌ يقول لامرأته: أَدَّي صدَقَةَ مالِ مَولَاك وإذا المَرْأَةُ تَقول له: بلْ أنت أدِّ صدَقَةَ مالِ ابْنك فسَأَلَ حَمزَةُ عن أمرهما وَقَوْلهِمَا فَأُخْبِرَ أنَّ ذلك الرَّجلَ زَوجُ تلْكَ الْمرْأَةِ وأَنَّهُ وقَعَ على جَاريَةٍ لها فوَلَدَتْ ولَدًا فأَعْتَقَتْهُ امْرأَتُهُ قالوا: فهَذَا الْمالُ لابْنِهِ من جَاريَتِهَا فقال حمْزَةُ: لأرجمنك بأَحْجَارِك فقيل له: أصْلَحَك اللَّهُ إنَّ أمْرَهُ قد رُفعَ إلى عُمرَ بن الْخطَّابِ فجَلَدَهُ عُمرُ مائَةً ولم يرَ عليه الرّجْمَ فأَخَذَ حمْزَةُ بالرَّجُلِ كَفيلًا حتى قَدمَ على عُمرَ فسَأَلَهُ عمَّا ذكَرَ من جلْدِ عُمرَ إيّاهُ ولم يرَ عليه الرَّجْمَ فصَدَّقَهُمْ عُمرُ بِذلِكَ من قَولِهِمْ وقال: إنّمَا درَأَ عنه الرَّجمَ أنَّهُ عذَرَهُ بِالجَهالةِ».
قُلتُ: هذا إسنادٌ حسنٌ؛ فإن مُحمدَ بن حَمزةَ قد وثَّقه ابنُ حِبان وقد ضعَّفه ابن حزم وعاب عليه القُطب الحَلبيّ، وقال: لم يضعِّفه قبلَه أحدٌ، قُلتُ: وقد رَوى عنه جمْعٌ فلا ينزِل حديثُه عن الحسنِ، والله أعلم.
ولهذه القصَّةِ شاهدٌ عندَ عبدِ الرزَّاق في «مصنفه» (٧/ ٣٤٥) رقم (١٣٤٣٠)، ومن طَريقه البيهقي في «الكبرى» (٨/ ٢٤١) من طَريق مَعمَر عن سماك بن الفَضل قال: أخبَرني عبد الرحمَن البيلَماني قال: مَررتُ بأبي سَلمةَ بن عبد الرحمَن وعندَه رجلٌ يحدِّثه، فدَعاني فقال: إذا سمِعنا مغربة أحبَبنا أن نسمعَكما، وإذا سمِعتما أحبَبنا أن تحدِّثَا بها، ثم قال لي: سَله -يريدُ الرجلَ الذي عندَه- عما يحدث: فقال الرجلُ: بعَث عُثمان مُصدقًا إلى بني سعد بن هدير فبينما هو يصدّقُ إذ قال رجُل لامرأتِه ومعها جاريةٌ، فقال لامرأتِه: اصدُقي عن مَولاتِك، يعني الجارية. فقالت امرأتُه: بل اصدُق عن ابنِك، فقال المصدقُ: وما شأنُ هذه؟ فقال الرجلُ: كانت أم هذه الجارِية أَمَةً لامرأتِي هذه، فوقَعتُ عليها فوَلَدت هذه الجاريةُ فقال المصدقُ: لأرفعنَّك حتى أبلغَ أميرَ المُؤمنينَ فقال: إن كان أميرُ المُؤمنينَ قد قضَى فينا؟ قال المصدقُ: وما قضَى فيكم؟ قال: رفَع أمرَه إلى عمرَ أميرِ المُؤمنينَ، فجَلَده مئة؟ ولم يَرجمْه …

<<  <  ج: ص:  >  >>