للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ووَجهُ الاستِدلالِ مِنْ أثَرِ ابنِ مَسعودٍ هذا: أنَّه أخَذَ الكُفَلاءَ على أصحابِ عَبدِ اللهِ ابنِ النَّوَّاحةِ، حتى إذا ما قالوا بنُبوَّةِ مُسيلِمةَ مَرَّةً أُخرى طُولِبَ الكُفلاءُ بإحضارِهم لِإقامةِ الحُدودِ عليهم، وتَصرُّفُ ابنِ مَسعودٍ هذا وعَدَمُ اعتِراضِ الصَّحابةِ عليه دالٌّ على جَوازِ وُقوعِ الكَفالةِ بالأبدانِ، واللهُ أعلَمُ (١).


= «المصنف» (٦/ ٤٣٩)، والنسائي في «الكبرى» (٨٦٧٥)، والبزار في «مسنده» (٥/ ١٨٨) عن أبي مُعاويةَ عن الأعمشِ عن أبي إسحاقَ عن حارثةَ به.
ورواه أبو داود (٢٧٦٢)، والطحاوي في «المشكل» (٧/ ٢٩٩/ ٢٩١)، والبيهقي في «الكبرى» (٩/ ٢١١)، والطبراني في «الأوسط» (٨/ ٢٤٤)، (٨٥٢٥)، وابن حبان في «صحيحه» (١١/ ٢٣٦) من طريقِ يزيدَ بن سِنان ومعاذِ بن المُثنَّى عن محمدِ بن كثيرٍ عن سُفيانَ الثَّوريِّ عن أبي إسحاقَ بنفسِ رِوايةِ الأعمشِ عنه. وقال الطَّبرانيُّ: لم يروِ هذا الحديثَ عن الثَّوريِّ إلا محمدُ بن كثيرٍ.
قلتُ: هو ثِقةٌ، قال الحافظُ في «التقريب»: لم يُصِب مَنْ ضَعَّفه.
ورواه أيضًا عبد الرزاق (١٠/ ١٦٩)، وابن أبي شيبة (٦/ ٤٣٩)، والبيهقي في «الدلائل» (٢٠٧٩) من طريقِ ابن عُيينةَ ووكيعٍ وجعفرِ بن عونٍ عن إسماعيلَ بن أبي خالدٍ عن قيسِ بن أبي حازمٍ قال: جاء رجلٌ إلى ابن مَسعودٍ فقالَ فذكَره مُختصرًا.
ورواه الإمام أحمد (١/ ٤٠٤)، والطحاوي في «شرح المشكل» (٧/ ٢٩٨) من طُرقٍ عن أبي بكرِ بن عياشٍ عن عاصمِ بن بهدلةَ عن أبي وائلٍ عن ابن معيز السَّعديِّ (اسمه عبدُ اللهِ بن السَّعدي)، قال الحافظ في «تغليق التعليق» (٣/ ٢٩١): وعُرف بهذا أنه المبهمُ في روايةِ قيس بن أبي حازمٍ قال: خرَجت أسقي فرسًا لي في السَّحرِ فمرَرتُ بمَسجدِ بني حَنيفةَ، وهم يقولونَ إن مُسيلمةَ رسولُ الله، فأتيتُ عبدَ اللهِ فأخبرتُه فبعَث الشّرطة فجاء بهم فاستَتابهم … إلخ.
قال الهيثمي في «المجمع» (٥/ ٣١٥): رواه أحمد، وابن معيز لم أعرِفْه وبقيَّةُ رجالِه ثقاتٌ.
(١) «تكملة المجموع» (١٣/ ٢٢٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>