للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإذا غَدَّى خَمسةً وعَشَّى خَمسةً آخَرينَ لا يَجوزُ، وعليه أن يُطعِمَ إِحدى الفِرقتَينِ أكلةً مُشبِعةً (١).

وذهَبَ المالِكيةُ إلى أنّ مِقدارَ كَفارةِ اليَمينِ تَمليكُ عَشرةِ مَساكينَ أَحرارٍ مُسلِمينَ ولو كانوا صِغارًا، يُعطي لكُلِّ واحِدٍ مِنهم مُدًّا مِنْ أوسَطِ طَعامِ الأهلِ بمُدِّ النَّبيِّ لا أقَلَّ، أو رِطلَينِ مِنْ تَمرٍ أو زَبيبٍ أو لَحمٍ، ويُجزِئُ إِشباعُهم مَرَّتَينِ كغَداءٍ وعَشاءٍ في يَومٍ أو أكثَرَ (٢).

وذهَبَ الشافِعيةُ إلى أنَّ الدَّفعَ المُبرِئَ له هو أنْ يَدفَعَ إلى كلِّ مِسكينٍ مُدًّا مِنْ جِنسِ الحَبِّ الذي يَكونُ فُطرةً، فتَخرُجُ مِنْ غالِبِ قُوتِ بَلَدِ المُكفِّرِ، ويَقولُ: «خُذْه، أو كُلْه، أو أبَحتُه لك».

وإنْ جمَعَ عَشرةً وغَدَّاهم وعَشَّاهم لم يُجزِئْه؛ لأنَّ الواجِبَ عليه دَفعُ الحَبِّ، وهذا لم يَدفعِ الحَبَّ، ولأنَّه لا يَتحقَّقُ أنَّ كلَّ واحِدٍ منهم أكَلَ قَدْرَ حَقِّه، وهو يَشُكُّ في إِسقاطِ الغَرَضِ عن ذِمَّتِه، والأصلُ بَقاؤُه (٣).


(١) «المبسوط» (٧/ ١٦)، و «تحفة الفقهاء» (٢/ ٢١٥)، و «الهداية» (٢/ ٢١، ٢٢)، و «الاختيار» (٣/ ٢٠٣)، و (٤/ ٥٨)، و «العنية» (٦/ ٣٧، ٤٢)، و «الجوهرة النيرة» (٤/ ٥٥١، ٥٥٣)، و (٦/ ٢٥)، و «اللباب» (٢/ ١٣٠، ١٣١).
(٢) «شرح مختصر خليل» (٣/ ٥٩، ٦٠)، و «الشرح الكبير مع حاشية الدسوقي» (٢/ ٤٠٧، ٤٠٨)، و «تحبير المختصر» (٢/ ٣٦٩، ٣٧٠).
(٣) «البيان» (١٠/ ٣٩٤، ٣٩٥، ٥٨٩)، و «روضة الطالبين» (٥/ ٦٢٨، ٦٢٩)، و «النجم الوهاج» (١٠/ ٣١)، و «مغني المحتاج» (٥/ ٥٥)، و (٦/ ٢١١)، و «تحفة المحتاج» (٩/ ٦٩٨، ٦٩٩)، و «الديباج» (٣/ ٥٢١، ٥٢٢)، و (٤/ ٣٨٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>