للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= وإنْ حلَفَ لا يَقرَأُ كِتابَ فُلانٍ فنظَرَ فيه وفهِمَه ولَم يَنطِقْ فيه بشَيءٍ لا يَحْنثُ؛ لأنَّ القِراءَةَ فِعلُ اللِّسانِ.
٣ - ومَن حلَفَ لا يَلبسُ ثَوبًا وهو لابِسُه فنزَعَه في الحالِ لَم يَحنَثْ، وكذلك إذا حلَفَ لا يَركبُ هذه الدابَّةَ وهو راكِبُها فنزَلَ مِنْ ساعَتِه لَم يَحنَثْ، وإنْ لبِثَ ساعَةً حنِثَ؛ لأنَّ البَقاءَ على اللُّبسِ والرُّكوبِ لُبسٌ ورُكوبٌ، فإذا ترَكَ النَّزعَ والنُّزولَ بعدَ يَمينِه جُعلَ راكِبًا ولابِسًا فحنِثَ.
٤ - وإنْ حلَفَ لا يَدخُلُ هذه الدارَ وهو فيها لَم يَحنَثْ بالقُعودِ حتى يَخرجَ ثم يَدخُلَ؛ لأنَّ الدُّخولَ لا دَوامَ له، وإنَّما هو انفِصالٌ مِنْ الخارِجِ إلى الداخِلِ، وليسَ المُكثُ دُخولًا، أَلا تَرى أنَّ مَنْ دخَلَ دارًا يومَ الخَميسِ ومكَثَ إلى يومِ الجمُعةِ لا يَقولُ: دخَلتُها يومَ الجمُعةِ، وسَواءٌ دخَلَها راكِبًا أو ماشِيًا أو مَحمولًا بأَمرِه فإنَّه يَحنَثُ؛ لأنَّ اسمَ الدُّخولِ يَتناوَلُ الجَميعَ، فإنْ أُدخِلَها مُكرَهًا لا يَحنَثُ؛ لأنَّه ليسَ بداخِلٍ، وإنَّما هو مُدخلٌ.
ولَو حلَفَ لا يَخرجُ مِنْ المَسجدِ فأمَرَ إِنسانًا فحمَلَه وأَخرَجَه حنِثَ، وإنْ أُخرِجَ مُكرَهًا لا يَحنَثُ.
٥ - ومَن حلَفَ لا يَدخلُ دارًا خَرابًا لَم يَحنَثْ؛ لأنَّه لمَّا لَم يُعيِّنْ الدارَ كانَ المُعتبَرُ في يَمينِه دارًا مُعتادًا دُخولهَا وسُكنَاها؛ إذ الأَيمانُ مَحمولةٌ على العادَةِ، ولهذا لَو حلَفَ لا يَلبَسُ قَميصًا فارتَدَى به لَم يَحنَثْ؛ لأنَّ المَقصودَ اللُّبسُ المُعتادُ.
٦ - وإنْ حلَفَ لا يَدخلُ هذه الدارَ فدخَلَها بعدَ ما انهَدمَتْ وصارَتْ صَحراءَ حنِثَ؛ لأنَّه لمَّا عيَّنَها تَعلَّقَ ذلك ببَقاءِ اسمِها، والاسمُ فيها باقٍ كما لَو انهَدمَتْ سُقوفُها وبقِيَت حِيطانُها.
٧ - وإنْ حلَفَ لا يَدخلُ هذا البَيتَ فدخَلَه بعدَما انهَدمَ لَم يَحنَثْ؛ لأنَّ البَيتَ اسمٌ للمَبنِيِّ، فإذا زالَ البِناءُ لَم يُسمَّ بَيتًا، وإنْ كانَ انهَدمَ سَقفُه وبقِيَت حِيطانُه فدخَلَ حنِثَ.
٨ - ومَن حلَفَ لا يَسكنُ هذه الدارَ فخرَجَ منها بنَفسِه وترَكَ أَهلَه ومَتاعَه فيها حنِثَ؛ لأنَّه يُعدُّ ساكِنًا ببَقاءِ أَهلِه ومَتاعِه فيها عُرفًا، ومَن حلَفَ لا يَسكنُ في بَلدٍ فخرَجَ منه وترَكَ أَهلَه فيه لَم يَحنَثْ؛ لأنَّه لا يُقالُ لمَن بالبَصرةِ أنَّه ساكِنٌ في الكُوفةِ بخِلافِ الدارِ. =

<<  <  ج: ص:  >  >>