للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إذا لم يكنْ له عاقِلةٌ فالدِّيةُ في بَيتِ المالِ، ولهذا إذا ماتَ كانَ مِيراثُه لبَيتِ المالِ، فكذا مُلزَمُه مِنْ الغَرامةِ يَلزمُ بيتَ المالِ.

ولا تَعقلُ العاقِلةُ الجِنايةَ التي اعتَرفَ بها الجاني إلا أنْ يُصدِّقوهُ (١).

وقالَ المالِكيةُ: العاقِلةُ عِدَّةُ أمورٍ: العَصبةُ وأهلُ الدِّيوانِ والمَوالِي الأَعلونَ والأَسفَلونَ وبيتُ المالِ.

ويُبدأُ بأهلِ الدِّيوانِ على عَصبةِ الجاني، إذِ الدِّيوانُ اسمٌ للدَّفترِ الذي يُضبَطُ فيه أسماءُ الجُندِ وعَدَدُهم وعَطاؤُهم بشَرطِ أنْ يَكونَ الجاني مِنْ الجُندِ ولو كانوا مِنْ قَبائلَ شَتَّى، ومحَلُّ التَّبدئةِ بهم إذا كانوا يُعطَونَ أرزاقَهم المُعيَّنةَ لهم في الدفتَرِ مِنْ العُلوفاتِ والجامِيكاتِ.

وإذا لم يَكنْ في أهلِ الدِّيوانِ مَنْ يَحمِلُ لقِلَّتِهم ونَقصِهم عن السَّبعِمائةِ -بِناءً على أنَّ أقلَّ العاقِلةِ سَبعُمائةٍ- ضُمَّ إليهم عَصبةُ الجاني الذينَ لَيسوا معه في الدِّيوانِ.

وإذا لم يَكنِ الجاني مِنْ أهلِ دِيوانٍ أو كانَ منهم ولم يُعطُوا فعَصبتُه يَعقلونَ عنه الأقرَبُ فالأقرَبُ، ويُبدأُ بالعَشيرةِ وهم الإخوَةُ ثم بالفَصيلةِ ثم بالفَخذِ ثم بالبَطنِ ثم بالعِمارةِ ثم بالقَبيلةِ ثم بالشِّعبِ ثم أقرَبِ القَبائلِ، واعلَمْ أنَّ أسماءَ طَبقاتِ قَبائلِ العَربِ ستَّةٌ: الشُّعَبُ -بالفَتحِ-، ثم القَبيلةُ ثم العمارةُ -بالفَتحِ والكَسرِ- ثمَّ البَطنُ ثم الفَخذُ ثم الفَصيلةُ، وزادَ بعضُهم العَشيرةُ.


(١) «الاختيار» (٥/ ٧٢، ٧٣)، و «الجوهرة النيرة» (٥/ ٣٠٢، ٣٠٥)، و «اللباب» (٢/ ٢٨٨، ٢٩٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>