للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بقِتالٍ» (١)، ورَوى أبو يَحيى قالَ: «صلَّى عليٌّ صَلاةً فناداهُ رَجلٌ مِنْ الخَوارجِ: ﴿لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ (٦٥)[الزمر: ٦٥]، فأجابَه عليٌّ : ﴿فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ (٦٠)[الروم: ٦٠]».

وكتَبَ عَديُّ بنُ أرطَأةَ إلى عُمرَ بنِ عبدِ العَزيزِ: إنَّ الخَوارجَ يَسبُّونَكَ، فكتَبَ إليه: إنْ سَبُّوني فسُبُّوهم أو اعفُوا عنهُم، وإنْ شَهَروا السِّلاحَ فاشهرُوا عليهِم، وإنْ ضَرَبوا فاضرِبُوا، ولأنَّ النبيَّ لم يَتعرَّضْ للمُنافِقينَ الذينَ معه في المَدينةِ، فلَأنْ لا يُتعرَّضَ لغَيرِهم أَولى، وقد رُويَ في خبَرِ الخارِجيِّ الذي أنكَرَ عليهِ أنَّ خالِدًا قالَ: يا رَسولَ اللهِ ألَا أضرِبُ عُنقَه؟ قالَ: لعلَّه يُصلِّي، قالَ: رُبَّ مُصَلٍّ لا خيرَ فيه، قالَ: إني لم أُومَرْ أنْ أنقِّبَ عن قُلوبِ الناسِ (٢).

وقالَ أبو عُمرَ ابنُ عبدِ البَرِّ : قالَ إسماعيلُ بنُ إسحاقَ: رَأى مالِكٌ قتْلَ الخَوارجِ وأهلِ القَدرِ مِنْ أجْلِ الفَسادِ الداخلِ في الدِّينِ، وهو مِنْ بابِ الفَسادِ في الأرضِ، وليسَ إفسادُهم بدُونِ فسادِ قطَّاعِ الطريقِ والمُحارِبينَ للمُسلمينَ على أموالِهم، فوجَبَ بذلكَ قَتلُهم، إلا أنه يَرى استِتبابتَهم لعَلَّهم يُراجِعونَ الحقَّ، فإنْ تَمادَوا قُتِلوا على إفسادِهم لا على كُفرٍ.


(١) ضَعِيفٌ: رواه البيهقي في «الكبرى» (٨/ ١٧١)، وذكره ابن جرير الطبري في «تاريخه» (٤/ ٥٣) معلقًا.
(٢) «المغني» (٩/ ٧، ٨)، و «مطالب أولي النهى» (٦/ ٢٧٢)، و «منار السبيل» (٣/ ٣٦٠، ٣٦١).

<<  <  ج: ص:  >  >>