للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أنْ يَحضُروا أعيادَهم؛ لأنَّهم على مُنكرٍ وزُورٍ، وإذا خالَطَ أهلُ المَعروفِ أهلَ المُنكرِ بغيرِ الإنكارِ عليهم كانُوا كالراضينَ به المُؤثِرينَ له، فنَخشى من نُزولِ سَخطِ اللهِ على جَماعتِهم فيَعُمُّ الجَميعَ، نَعوذُ باللهِ من سَخطِه.

ثم ساقَ من طَريقِ ابنِ أبي حاتِمٍ حدَّثَنا الأشَجُّ ثنا عبدُ اللهِ بنُ أبي بَكرٍ عن العَلاءِ بنِ المُسيِّبِ عن عَمرِو بنِ مُرةَ ﴿وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ﴾ [الفرقان: ٧٢] قالَ: لا يُمالِئونَ أهلَ الشِّركِ على شِركِهم ولا يُخالِطونَهم، ورُوي نَحوُه عن الضَّحاكِ (١).

ثم ذكَرَ حَديثَ عبدِ اللهِ بنِ دِينارٍ عن ابنِ عُمرَ قالَ: قالَ رَسولُ اللهِ : «لا تَدخُلوا على هؤلاء المَلعونينَ إلا أنْ تَكونوا باكِينَ؛ فإنْ لم تَكونوا باكِينَ فلا تَدخُلوا عليهم أنْ يُصيبَكم مِثلُ ما أصابَهم» والحَديثُ في الصَّحيحِ (٢).

وذكَرَ البَيهَقيُّ بإسنادٍ صَحيحٍ في بابِ كَراهيةِ الدُّخولِ على أهلِ الذِّمةِ في كَنائسِهم والتَّشبُّهِ بهم يَومَ نَيروزِهم ومِهرجانِهم: عن سُفيانَ الثَّوريِّ عن ثَورِ بنِ يَزيدَ عن عَطاءِ بنِ دِينارٍ قالَ: قالَ عُمرُ : «لا تَعلَّموا رَطانةَ الأعاجِمِ، ولا تَدخُلوا على المُشرِكينَ في كَنائسِهم يَومَ عيدِهم؛ فإنَّ السَّخطةَ تَنزِلُ عليهم» (٣).


(١) انظر: «تفسير ابن أبي حاتم» (٨/ ٢٧٣٧) رقم (١٥٤٥٣).
(٢) رواه البخاري (٤١٥٨)، ومسلم (٢٩٨٠) بلفظِ: «لَا تَدخُلوا على هَؤلاءِ القَومِ المعذَّبِينَ إلا أَنْ تَكونوا بَاكينَ، فإنْ لم تَكونوا بَاكِينَ فلا تَدخُلُوا عليهم أَنْ يُصيبَنَّكم مِثلُ ما أَصابَهم».
(٣) أخرجه البيهقي في «الكبرى» (٩٢٣٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>