للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقالَ الكاسانِيُّ : وإذا كانَ ذا رَحِمٍ مَحرَمٍ من المُسلِمِ فلا بأسَ بأنْ يُغسِّلَه ويُكفِّنَه ويَتبعَ جِنازتَه ويَدفنَه؛ لأنَّ الابنَ ما نُهيَ عن البِرِّ بمَكانِ أبيه الكافرِ، بل أُمِرَ بمُصاحبتِهما بالمَعروفِ بقَولِ اللهِ تَعالى: ﴿وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا﴾ [x: ١٥]، ومِن البِرِّ القيامُ بغُسلِه، ودَفنِه وتَكفِينِه (١).

وقالَ ابنُ القَيمِ : فَصلٌ في شُهودِ جَنائزِهم.

قالَ مُحمدُ بنُ موسى: قُلتُ لأبي عبدِ اللهِ: يُشيِّعُ المُسلِمُ جِنازةَ المُشرِكِ؟ قالَ: نَعمْ.

وقالَ مُحمدُ بنُ الحَسنِ بنِ هارونَ: قيلَ لأبي عبدِ اللهِ: ويَشهدُ جِنازتَه؟ قالَ: نَعمْ. نَحوَ ما صنَعَ الحارِثُ بنُ أبي رَبيعةَ كانَ شهِدَ جِنازةَ أُمِّه وكانَ يَقومُ ناحيةً ولا يَحضُرُ؛ لأنَّه مَلعونٌ.

وقالَ أبو طالِبٍ: سأَلتُ أبا عبدِ اللهِ عن الرَّجلِ يَموتُ وهو يَهوديٌّ وله وَلدٌ مُسلِمٌ كيف يَصنعُ؟ قالَ: يَركبُ دابَّتَه ويَسيرُ أمامَ الجِنازةِ ولا يَكونُ خَلفَه، فإذا أرادوا أنْ يَدفِنوه رجَعَ، مِثلَ قَولِ عُمرَ.

قُلتُ: أرادَ ما رَواه سَعيدُ بنُ مَنصورٍ، قالَ حدَّثَني عيسى بنُ يُونسَ عن مُحمدِ بنِ أبي إسماعيلَ عن عامِرِ بنِ شَقيقٍ عن أبي وائِلٍ قالَ: ماتَت أُمِّي نَصرانيةً، فأتيتُ عُمرَ فسألتُه، فقالَ: «اركَب في جِنازتِها وسِرْ أمامَها».


(١) «بدائع الصنائع» (١/ ٣٠٣)، وانظر: «المبسوط» (٢/ ٥٥)، و «تبيين الحقائق» (١/ ٢٤٤)، و «العناية» (٤/ ٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>