للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يَعِزُّ مَنْ عادَيتَ». قبلَ: «تَبارَكتَ رَبَّنَا وَتَعالَيتَ». وبعدَه: «فلَكَ الحَمدُ على مَا قَضيتَ، أَستَغفِرُكَ وَأَتُوبُ إلَيكَ».

قالَ النَّوويُّ: قالَ أصحابُنا: لا بَأسَ بهذه الزِّيادةِ. وقالَ أبو حامِدٍ والبَندنيجِيُّ وآخَرونَ: مُستحَبَّةٌ (١).

ويُسنُّ أن يَقولَ عَقِبَ هذا الدُّعاءِ: اللَّهُمَّ صَلِّ على مُحمَّدٍ وَعلى آلِ مُحمَّدٍ. وذلك في الوَجهِ الصَّحيحِ المَشهورِ.

قالَ النَّوويُّ : واعلَم أنَّ القُنوتَ لا يَتعيَّنُ فيه دُعاءٌ على المَذهبِ المُختار، فأيُّ دُعاءٍ دَعا به حصَل القُنوتُ، ولو قنَت بآيةٍ، أو آياتٍ مِنْ القُرآنِ العَزيزِ، وهي مُشتمِلةٌ على الدُّعاءِ حصَل القُنوتُ، ولكنَّ الأفضَلَ ما جاءَت به السُّنةُ (٢).

واستَحَبَّ الشافِعيَّةُ أن يُضَمَّ إلى ما ذكَرنا مِنْ دُعاءِ القُنوتِ قُنوتُ عمرَ ، فقد رُويَ أَنَّه قنَت في الصُّبحِ بعدَ الرُّكوعِ، فقالَ: «اللَّهُمَّ اغفِر لنا ولِلمُؤمِنينَ والمُؤمِناتِ، وَالمُسلِمِينَ وَالمُسلمَاتِ، وَأَلِّف بينَ قُلُوبِهم، وَأصلِح ذَاتَ بَينِهم، وَانصُرهُم على عَدُوِّكَ وَعَدُوِّهِمُ، اللَّهُمَّ العَن كفرَةَ أَهلِ الكتابِ الذينَ يَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِكَ، وَيُكَذِّبُونَ رُسُلَكَ، وَيُقاتِلُونَ أَولِيَاءَكَ، اللَّهُمَّ خَالِف بينَ كَلِمَتِهم، وَزَلزِل أَقدَامَهم، وَأَنزِل بِهم بَأسَكَ الذي لَا تَرُدُّهُ عَنِ القَومِ المُجرِمِينَ، بِسمِ اللَّهِ الرَّحمنِ الرَّحِيمِ، اللَّهُمَّ إنَّا نَستَعِينُكَ وَنَستَغفِرُكَ


(١) «رَوضة الطالِبين» (١/ ٢٥٣)، و «الأذكار» (١/ ٥٠)، و «المجموع» (٣/ ٤٥٦).
(٢) «الأذكار» (١/ ٥١).

<<  <  ج: ص:  >  >>