للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم انفتَلَ، فقالَ النَّبيُّ : «اطلُبوه واقتُلوه، فقتَلَه فنفَّلَه سلَبَه» (١).

ورَواه مُسلِمٌ في «صَحيحِه» عن سَلمةَ بنِ الأكوَعِ قالَ: «غَزَونا مع رَسولِ اللهِ هَوازِنَ فبَينا نَحنُ نَتضَحَّى مع رَسولِ اللهِ إذْ جاءَ رَجلٌ على جَملٍ أحمَرَ فأناخَه ثم انتزَعَ طَلَقًا من حَقَبِه فَقيَّدَ به الجَملَ، ثُمَّ تَقدَّمَ يَتغدَّى مع القَومِ، وجعَلَ يَنْظُرُ وفينا ضَعفةٌ ورِقَّةٌ في الظَّهرِ وبَعضُنا مُشاةٌ، إذْ خرَجَ يَشتَدُّ فأَتى جَملَه فأطلَقَ قَيدَه ثم أناخَه وقعَد عليه فأثارَه فاشتَدَّ به الجَملُ، فاتَّبَعه رَجلٌ على ناقَةٍ وَرقاءَ، قالَ سَلَمةُ: وخرَجتُ أشتَدُّ فكُنتُ عندَ وَرِكِ الناقةِ ثم تَقدَّمتُ حتى كُنْتُ عندَ وَرِكِ الجَملِ ثم تَقدَّمتُ حتى أخَذتُ بخِطامِ الجَمَلِ فأنَختُه، فلمَّا وضَعَ رُكبَتَه في الأرضِ اختَرَطتُ سَيفي فضَربتُ رَأسَ الرَّجلِ فندَرَ ثم جِئتُ بالجَملِ أقودُه عليه رَحلُه وسِلاحُه فاستَقبَلَني رَسولُ اللهِ والناسُ معه، فقالَ: مَنْ قتَلَ الرَّجلَ؟ قالُوا: ابنُ الأكوَعِ، قالَ: له سلَبُه أجمَعُ» (٢).

قالَ الإمامُ النَّوويُّ : وفيه -أي: هذا الحَديثِ- قَتلُ الجاسوسِ الكافِرِ الحَربيِّ، وهو كذلك بإجماعِ المُسلِمينَ، وفي رِوايةِ النَّسائيِّ أنَّ النَّبيَّ كانَ أمَرَهم بطَلَبِه وقَتلِه (٣).


(١) رواه البخاري (٢٨٨٦).
(٢) رواه مسلم (١٧٥٤).
(٣) شرح مسلم (١٢/ ٦٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>