للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثمَّ قالَ: فتأمَّلْنا هذه الآثارَ فوَجدنا فيها إتيانَ علِيٍّ رَسولَ اللهِ برأسِ مَرحَبٍ، وهو كانَ أحدَ أعدائِه، فسبَقَ علِيٌّ به إليه، فلم يُنكِرْ ذلك رَسولُ اللهِ . ووجَدْنا فيها أمرَ رَسولِ اللهِ خالَ البَراءِ أنْ يأتيَه برأسِ الذي تَزوَّجَ امرأةَ أبيه بعدَ أبيه من المَوضعِ الذي فيه، ووجَدْنا فيها إتيانَ الدَّيلميِّ وأصحابِه رَسولَ اللهِ برأسِ العَنسِيِّ الكَذابِ، وإنَّما كانَ إتيانُهم به إليه من اليَمنِ ليَقِفَ رَسولُ اللهِ على نَصرِ اللهِ ﷿ عليه، وعلى كِفايةِ المُسلِمينَ شأنَه، وكانَ كِتابُ اللهِ ﷿ قد دلَّ على شَيءٍ من هذا بقَولِه: ﴿الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ وَلَا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (٢)[النور: ٢].

وبقَولِه في آيةِ المُحارِبين: ﴿أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا﴾ [المائدة: ٣٣]، وكانَ ذلك عندَنا، واللهُ أعلَمُ، ليُشتهَرَ في الناسِ إقامةُ نَكالِ اللهِ ﷿ إيَّاهم عليهم، فكانَ مِثلُ ذلك إظهارَ رُؤوسِ مَنْ قُتلَ على ما فُعِل عليه المَحمولةُ رُؤوسُهم في الآثارِ التي رَوَيناها في ذلك ليَقِفَ الناسُ على النَّكالِ الذي نزَلَ بهم.

فإنْ قالَ قائِلٌ: فقد رُوي عن أبي بَكرٍ ما يُخالِفُ هذا … حدَّثَنا بَحرُ بنُ نَصرٍ قالَ: حدَّثَنا يَحيى بنُ حَسَّانٍ قالَ: حدَّثَنا ابنُ لهيعةَ عن يَزيدَ بنِ أبي حَبيبٍ عن علِيِّ بنِ رَباحٍ عن عُقبةَ بنِ عامِرٍ أنَّ عَمرَو بنَ العاصِ وشُرَحبيلَ بنَ حَسَنةَ بَعَثاه إلى أبي بَكرٍ الصِّديقِ برأسِ يَناقٍ بَطريقِ الشامِ فلمَّا قدِمَ عليه أنكَرَ ذلك أبو بَكرٍ ، فقالَ له عُقبةُ: يا خَليفةَ

<<  <  ج: ص:  >  >>